تحذير هاام – احترسوا المخدرات الرقمية
تطرقت جريدة الأهرام إلى قضية الإدمان .. ولكنه ليس إدمان المخدرات بل نوع جديد وآثاره خطيرة قد يصيب بأمراض عصبية لا حصر لها .
فذكرت الصحيفة القومية أن برنامجا علي شبكة الانترنت لتحميل أنواع من الموسيقي الصاخبة يحدث تأثيرا علي الحالة المزاجية يحاكي تأثير الماريجوانا والحشيش والكوكايين وأنواع أخري عديدة من المخدرات يسميIDOSER.
مايلزمك للدخول في هذه الحالة المزاجية هو اختيار جرعة موسيقية من بين عدة جرعات متاحة تعطي تأثير صنف المخدر الذي تريده وتحميلها علي جهاز مشغل الأغاني المدمجة الخاص بك MP3 أيا كان نوعه وسماعات ستريو للأذنين ثم الاستلقاء علي وسادة والاسترخاء في غرفة ضوءها خافت مع ارتداء ملابس فضفاضة وتغطية العينين وغلق جرس الهاتف حتي ينصب تركيزك علي المقطوعة التي تستمع لها وتتراوح مدتها في الغالب ما بين15 و30 دقيقة للمخدرات المعتدلة أو45 دقيقة للمخدرات شديدة التأثير.
وفي جولة سريعة بغرف الدردشة وبين التعليقات الموجودة علي الانترنت يتضح أن آراء الشباب حول تأثير المخدرات الرقمية تباينت, فمنهم من يؤكد أنها وهم كبير وأنهم لم يشعروا بأي تأثير اللهم إلا ضياع حفنة الدولارات التي دفعوها بكروتهم الائتمانية لشراء الجرعات, بينما تتباين الأعراض عند آخرين مابين دوخة وزغللة وسعادة وابتهاج أو نشاط وخفة يماثل التأثير الذي تحدثه بعض المواد المخدرة التي اعتادوا عليها وأحيانا ضربات عالية وسريعة في القلب وصداع وضيق ورغبة في إنهاء التجربة بأسرع مايكون.
الدكتور راجي العمدة مستشار طب الأعصاب باللجنة الطبية للأمم المتحدة يقول ان هذه الجرعات من الموسيقي الصاخبة تحدث تأثيرا سيئا علي مستوي كهرباء المخ وهذا لايشعر المتعاطي بالنشوة والابتهاج فقط, لكنه يحدث مانسميه طبيا بلحظة شرود ذهني وهي من أخطر مايكون لأنهم يشعرون وهما بأنها نشوة واستمتاع بينما هي لحظة يقل فيها التركيز بشدة ويحدث بها انفصال عن الواقع وتكرار اختلاف موجة كهرباء الدماغ بهذا العنف وتأثرها بالصخب يؤدي ليس فقط للحظات شرود ولكن لنوبات تشنج.
أما الدكتور محمد أحمد عويضة أستاذ الطب النفسي بكلية الطب جامعة الأزهر, فيشير إلي أن استخدام الموسيقي الصاخبة والمرتفعة جدا في أغراض علاجية ثابت بالعلم,فهي تغني عن عقاقير الهلوسة التي تستخدم في العلاج وتسبب الادمان, هذا التكنيك يسمي الهولو تروبيك ويسمح للمستمع بعد فترة بسيطة بالدخول إلي مرحلة تعرف بما قبل الوعي وهي مرحلة وسط تقع مابين الوعي واللاوعي, وفيها يسترجع الانسان ذكريات ويتعايش في خبرات سابقة قد تكون مؤلمة ولايستطيع تذكرها في الظروف العادية, تلك اللحظات قد ترجع إلي لحظات ميلاده.
ويضيف:المخدرات الرقمية تدخل الشباب في حالة مماثلة لتأثير الهولو تروبيك,لافتا إلي أن هذه الطريقة العلاجية يجب أن تتم تحت إشراف طبيب لتحديد نوعية الموسيقي ومدة الاستماع لها, لأن تأثيرها قد يكون مدمرا لأن لها نفس مفعول عقاقير الهلوسة وهي تؤدي للادمان.
وعن سبب اختلاف تأثير المخدرات الرقمية من شاب لآخر يقول د.عويضة إن هناك أشخاصا لديهم بؤر صرعية غير مكتشفة وهؤلاء هم من يصابون بالتشنجات لدي سماعهم هذه الموسيقي.