بقدر إجادتنا لفنون الحوار والإقناع يكون نجاحنا وتميزنا في علاقاتنا واتصالنا مع الآخرين، فالحوار يساعدنا على التواصل مع الأخرين وفهم أفكارهم و من ثم اقناعهم أو الاقتناع بأفكارهم ، مادة الحوار لابد و أن تكون معلومة الهدف وواضحة الملامح ولها مقدمة منطقية أي:
– ما الذي تريد أن نطرحه؟
-ما النتيجة التي سنصل إليها؟
– هل وقت الحوار مناسب؟
– هل لغة الحوار مفهومة؟
إدارتنا للخلاف في الآراء بإطار من الود والحميمة يولد أفكار جديدة أي أننا نحول الشجار إلى حوار وإقناع . وهذا ما يجب أن نراعيه في تربية أبنائنا. ويمكن التفرقة بين الحوار والجدال كما يلى:
الحوار(Dialogue):
هو نقاش متحضر بين شخصين أو أكثر حول قضية ما بهدوء واحترام بغية الوصول إلى الحقيقة وفيه يتم تداول الكلام على وجهٍ متكافئ؛ وذلك بحيث لا يستأثر أحدهما بالكلام دون الآخر، والهدف منه هو الوصول إلى الحقيقة وليس التباهي أو الكلام بلا فائدة يؤدي في نهايته إلى تلاقي الأفكار و امتزاج الرؤى و ينتج عنه اقتناع أحد طرفيه برأي الآخر أو ينتج عنه رؤى جديدة يتفق عليها المتحاورون .
الجدال(Monologue):
هو نوع من النقاش شديد الحماس قد يصل إلى حد الخصومة. ويتبادل فيه الحجج والبراهين بطريقة التحدي .
ودائما ما يغلب عليه التمسك بالرأي والتعصب له . فهو نقاش لمجرد النقاش، عقيم بدائي يتمسك فيه أطرافه بأفكارهم ويحاول كل طرف فرض أفكاره على الآخر أي إنه منازعة ليس بهدف إظهار الحقّ إنّما لإلزام الخصم على التنازل عن رأيه والاقتناع برأي الآخر بعيدا عن مدى صحته.
ان التواصل هو احد مجالات الذكاء الوجداني ومن ثم ارتفاع مهارات التواصل لدي الشخص تعني ارتفاع نسبة ذكائه فاحرصوا علي امتلاك ابنائكم لمهارات التواصل لينموا ذكائهم وتنموا لديهم مهارات الحوار والإقناع التي تقودهم للنجاح في الحياة.