بقلم ا.د. فضل عبد الحميد هاشم
أستاذ المناخ الزراعي وتغير المناخ
مركز البحوث الزرعية، وزارة الزراعة واستصلاح الاراضي، جمهورية مصر العربية
تغير المناخ والإنذار المبكر للتقلبات الجوية:
اصبحت قضايا تغير المناخ تفرض نفسها دوما على طاولات المباحثات، سابقاً اختلف العلماء بين انه سيحدث تغير المناخ، وانه لن يحدث تغير المناخ، ومع الوقت اصبحت معظم الشواهد تميل نحو تاكيد حدوث تغير المناخ والذى اثبتت الدراسات انه سوف سيتسبب العديد من المشاكل لسكان العالم فيما يخص الأمن الغذائي، وحيث ان عدد سكان العالم يتضاعف طوال الوقت ومن المتوقع بحلول عام ٢٠٥٠ أن يزداد عدد سكان العالم بنسبة الثُّلث، وستكون أعلى نسبة زيادة فى دول العالم النامي والذى قدرت منظمة الاغذية والزراعة الفاو ان الزيادة التى تكون مناسبة لسد هذا الاحتياج هى ان يزيد معدل انتاج القطاع الزراعى حوالى 60% من انتاجه الحالى فقط لتلبية الاحتياجات المطلوبة من الاغذية والاعلاف، والذى يعد من المستحيل حدوثه فى ظل ظاهره تغير المناخ التى اصبحت تقلل من انتاج المحاصيل بسبب ارتفاع درجات الحرارة والظواهر المناخية الأشدّ قسوة المصاحبة لظاهره تغير المناخ مما أدّى إلى انخفاض الإنتاج وتراجُع الدخول في المناطق المعرَّضة للضرر، لذا أصبح تحسين نظم الإنذار المبكر وزيادة تنسيق أنشطة الحد من مخاطر الكوارث، أكثر أهمية من أي وقت مضى، لذا يعد الإنذار المبكر عنصرا رئيسيا للحد من كوارث الكوارث الناتجة عن تغير المناخ، وهو يمنع قدر المستطاع وقوع الخسائر البشرية ويقلل من التأثير المادي والاقتصادي للكوارث الطبيعية.
حالات الطقس المتطرفة
تتعرض الأراضي الجافة وشبه الرطبة لعدد من ظواهر الطقس المتطرفة، مع تأثر التنوع البيولوجي بوجه خاص بالجفاف والفيضانات. وكنتيجة لتغير المناخ، فمن المتوقع أن يزداد معدل الجفاف الذي يصيب المناطق الأرضية عن المستوى الحالي بمقدار 1 إلى 30 في المائة بحلول عام 2090. وفي الواقع ، فقد تم تسجيل أكثر فترات الجفاف شدة وطولاً في مساحات أوسع نطاقاً منذ سبعينات القرن الماضي، ولا سيما في المناطق المدارية وشبه المدارية. وستتفاقم حدة الجفاف في بعض المناطق الطبيعية في البحر الأبيض المتوسط إلى جانب الآثار السلبية المتوقعة، وكما نشاهد الأن زيادة شدة الجفاف في مناطق كانت لا يظهر بيها الجفاف من قبل مثل أوربا، ليس فقط بشكل مباشر ولكن أيضا بشكل غير مباشر، من خلال تزايد المخاطر الناجمة عن حرائق الغابات.
لماذا التفكير في اليات الانذار المبكر
حيث أن نظام الإنذار المبكر عبارة عن تدبير تكيفي لتغيرالمناخ يتم أجرائه باستخدام أنظمة اتصالات متكاملة لمساعدة المزارعين في الاستعداد لموجات الطقس المتطرفة مثل حالات الصقيع او الموجات الحرارية المرتفعة. في حالة التطبيق الناجح يمكن للنظام أن يجعل المزراع تفادي الخسائر في المحاصيل المنزارعة. وذلك ضمن أنشطة التكيف مع التغير للمناخ.
في إطار خطة تطوير نظم الرصد الجوي يتم إدخال النماذج العددية للتوقع بالطقس حيث تعتبر هذه النماذج آداة انذار مبكر فعاّلة وذلك بما تتيحه من توقع لمختلف العناصر الجوية من ساعة الي خمسة أيام في محاولة للتقليل من المخاطر الجوية علي قطاع الزراعة والتي تؤثر بالسلب علي إنتاجية المحاصيل. ونظرا لخطورة التقلبات الجوية الناجمه عن التغير في المناخ لابد من وجود الية سريعه وفعالة لارسال التوصيات الفنية المتخصيصة الى المزراع لتفادي خسائر هذه الموجات، والاستعانة بالتكنولوجيا الحديثه مثل استخدام تطبيقات الموبيل وكذالك رسائل التلفون (SMS) وتوفير هذه التوصيات على المواقع الالكترونيه. وايضاً من خلال وسائل الأعلام المختلفة. وكل ذلك لسرعة ارسال هذه التوصيات الي المزراع قبل حدوث هذه الخسائر.
المراجع
تقرير الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (2008)، تغير المناخ: تخليق القدره على التكيف مع الاثار الناجمه عن تغير المناخ لدى المجتمعات الريفية الفقيرة، الصندوق الدولى للتنمية الزراعية فى ورقة، تمكين السكان الريفيين الفقراء من التغلب على الفقر.
محمود دويرى (2008)، التغير المناخى واثره على الزراعة و امكانيات التقليل من اثارة، مجلة الاستثمار الزراعى، العدد السادس
إطار عمل هيوغو (2005)، التأهب للكوارث تحقيقا للاستجابة الفعالة (مجموعة الإرشادات والمؤشرات لتنفيذ الأولوية الخامسة، إطار عمل هيوغو ((2005.2015، بناء قدرات الأمم والمعاونة على مواجهة الكوارث، الأمم المتحدة، نيويورك وجنيف
Khalil A. A. and M. K. Hassanein (2016). Extreme weather events and negative impacts on Egyptian agriculture. Int. J. Adv. Res. 4(12), 1843-18511844.