بين الحلم والواقع: دراسة تحليلية لتأثير نظام الامتحان بالكتاب المفتوح على العدالة التقويمية في امتحانات الثانوية العامة المصرية خلال الفترة من (2019 – 2024)
إعداد: أ.د أسامة ماهر حسين – أستاذ التخطيط وأصول التربية – المركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي – القاهرة.
مقدمة: في عصر يتسم بالتطور السريع في المعرفة والتكنولوجيا، بات من الضروري إعادة النظر في أساليب التقييم التعليمية لمواكبة هذا التغير. يعد نظام الامتحان بالكتاب المفتوح (Open-Book Exam) أحد هذه الأساليب التي تم تطبيقها في امتحانات الثانوية العامة في مصر بهدف تحسين التقييم التعليمي وتعزيز مهارات التفكير النقدي والفهم العميق لدى الطلاب.
وقد هدفت الدراسة إلى تقييم تجربة نظام الامتحان بالكتاب المفتوح في امتحانات الثانوية العامة بمصر، وتحليل مدى تحقيق هذا النظام للعدالة التقويمية، وتحديد التحديات التي واجهت التطبيق، وتقديم توصيات لتحسينه.
وقد قام الباحث بعرض للمعاير المفترض توافرها في اختبار الكتاب المفتوح حال تطبيقه على طلاب المرحلة الثانوية العامة، وكذلك تم استعراض بعض الأسئلة النقدية التي وجهت لهذا النظام من خلال الرأي العام المتخصص والإجابة عنها في ضوء خبرات الباحث في مجال القياس والتقويم، إضافة إلى قيام الباحث بعرض وتحليل ردود أفعال الطلاب والمعلمين والخبراء حول نظام الامتحان بالكتاب المفتوح، من خلال الاستعانة بمصادر ذذات موثوقية من الاستطلاعات الرأي العام التي حصلت على ردود أفعال الخبراء التربويين، والمعلمين، والطلاب، وأولياء الأمور في التعليم الثانوي العام، حيث أظهرت النتائج تباينًا في الآراء. بينما يرى البعض أن هذا النظام يعزز الفهم العميق ويقلل من التوتر الامتحاني، أشار آخرون إلى وجود تحديات تتعلق بالتحضير والتدريب على هذا النمط الجديد من الامتحانات. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت الدراسة أن هذا النظام يتطلب من الطلاب فهمًا عميقًا للمادة وقدرات تحليلية عالية، مما يصعب تحقيقه دون تجهيز جيد للبنية التحتية وتوفير التدريب اللازم للمعلمين والطلاب.
إضافة إلى كل ما سبق قام الباحث بعرض وتحليل الآثار و الأبعاد النفسية والاجتماعية على كل من الطالب والمعلم من تطبيق اختبار الكتاب المفتوح Open-Book Exam بالثانوية العامة، ثم تم استعراض التجارب الدولية والإقليمية في مجال استخدام اختبار الكتاب المفتوح في التعليم قبل الجامعي والجامعي، حيث تم عرض 15 تجربة في هذا الصدد للتعرف منها على الهدف، وآلية التطبيق والنموذج الأمثل الذي يتم اختياره من النماذج المتعددة والصور المتنوعة للاختبار بنظام الكتاب المفتوح.
وقد توصلت الدراسة إلى بعض النتائج المهمة المتمثلة في النقاط التالية:
1. العدالة التقويمية: حقق نظام الكتاب المفتوح مستوىً من العدالة في التقييم بتقليل الفروق الفردية بين الطلاب، إلا أنه لا يزال يواجه تحديات تتعلق بالتحضير والتطبيق العملي.
2. الفهم النقدي: ساهم النظام في تحسين مستوى الفهم النقدي لدى الطلاب، ولكنه يتطلب تطويرًا مستمرًا للمناهج الدراسية وتدريبًا مكثفًا للمعلمين.
3. التحديات التطبيقية: أبرز التحديات تضمنت نقص البنية التحتية اللازمة، وعدم وجود تدريب كافٍ للمعلمين والطلاب، وظاهرة الغش والتسريب التي تؤثر على العدالة في التقييم.
وقد رصدت الدراسة مجموعة من التوصيات والمقترحات الموجهة لصناع ومتخذي القرار التربوي في وزارة التربية والتعليم، ورؤساء لجان التعليم بالمجالس التشريعية تضمنت ما يلي:
إجراء دراسة تقييم شاملة تتضمن (تقييم تكاليف وفوائد النظام، تحليل الأداء الأكاديمي)
تحسين البنية التحتية والتكنولوجيا: (تطوير البنية التحتية الرقمية، توفير الموارد التعليمية الرقمية).
تطوير برامج تدريبية شاملة: (تدريب المعلمين والمشرفين على صياغة الأسئلة، تعزيز القدرات الإدارية)
تعزيز الشفافية والمساءلة: (تقييم دوري للنتائج، إشراك المجتمع التعليمي).
استراتيجية بديلة لتحسين النظام التعليمي: (الاعتماد على طرق تقييم متنوعة، تعزيز التعلم القائم على المشاريع).
تقييم وتعزيز دقة وجودة بنوك الأسئلة: (تحليل الأخطاء وتصحيحها، تحديث بنوك الأسئلة بشكل دوري.
تحسين جودة الطباعة وتوزيع الامتحانات.
إجراء تجارب ميدانية للأسئلة.
تحليل نتائج الامتحانات.
ضمان تخصيص وقت كافٍ وعادل للإجابة على الأسئلة من خلال:
تقييم الوقت المخصص للإجابة بدقة: التأكد من أن الوقت المخصص للإجابة عن الأسئلة مقنن بالفعل وتم تجريبه لضمان عدالته.
إجراء اختبارات تجريبية: تنفيذ اختبارات تجريبية لضمان أن الوقت المخصص كافٍ للإجابة دون توتر.
التصدي للغش: تعزيز إجراءات مكافحة الغش لضمان أن الوقت المخصص للإجابة يظهر تأثيره الحقيقي على أداء الطلاب المجتهدين.
توفير دعم نفسي: تقديم دعم نفسي وإرشادات للطلاب حول كيفية إدارة الوقت أثناء الامتحان لتقليل التوتر وزيادة التركيز
وفي الختام أكدت الدراسة أن نظام الامتحان بالكتاب المفتوح يُعد بمثابة خطوة مهمة نحو تطوير نظام التعليم في مصر، إلا أنه يحتاج إلى مزيد من الدعم والتحسين واختيار النموذج الأصلح لتحقيق أهدافه التعليمية بشكل كامل.
دراسة مهمة ومتميزة ،وتتضمن تجارب مجموعة من الدول ،كذلك تتضمن الكثير من النتائج والتوصيات التي يجب ان تؤخذ في الاعتبار من قبل متخذي القرار بوزارة التربية والتعليم .والمراكز البحثية التابعة لوزارة التربية والتعليم،كذلك لا بد من نشر هذه الدراسات المتميزة في المؤتمرات المعنية بقضايا ومشاكل التعليم قبل الجامعي ،وفي الختام اشكرالاستاذ الدكتور اسامة علي هذا العمل المتميز ،وندعوا المولي عزووجل ان يجعله في ميزان حسناتكم أسوة بانجزاتكم السابقة ،والله ولي التوفيق.