د.محمد الجوهري يكتب :
لمحات تربوية في ذكرى ميلاد خير البرية
تُعد سيرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مدرسة حية في القيم الإنسانية والتربوية، وفي ذكرى مولده، نستعرض بعض من اللمحات التربوية المحمدية ومنها:
– التعليم والتعلم :حيث حث الرسول صلى الله عليه وسلم على طلب العلم فقال ” من سلك طريقا يلتمس به علمًا سهل الله له به طريقًا الى الجنة” ، واستخدم الرسول الكريم الوسائل التعليمية المختلفة مع الصحابة التي تناسب الموقف التعليمي حيث قال” أنا وكافل اليتيم كهاتين وأشار بأصبعه السبابة والوسطى” حيث استخدم الاشارة للتقريب والتوضيح ، ومرة أخرى يستخدم القصة والمثل مثل قوله صلى الله عليه وسلم ” مثل القائم في حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فكان بعضهم أسفلها وكان بعضهم أعلاها ، وكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء فيمروا على من فوقهم فقالوا : لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً فلم نؤذ من فوقنا ، فإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً ، وإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً” ، كما استخدم عليه السلام الرسم للشرح والتوضيح فقد خط خطاً مستقيماً وإلى جانبه خطوط ، وقال هذا الصراط وهذه السبل ، ورسم مربعاً وقال هذه الإنسان.
– التخطيط الاستراتيجي: كان للنبي عليه الصلاة والسلام استراتيجية واضحة في دعوته، حيث كان يخطط بعناية لما يقوم به، وأبلغ مثال على ذلك هجرته من مكة الى المدينة واتخاذه كل وسائل الأمن والسلامة اللازمين للوصول الى المدينة المنورة، وتخطيطه في غزاوته المختلفة والتفويض وتوزيع المهام والصلاحيات كل حسب مهاراته وامكاناته.
– الرحمة والرفق: رحمة النبي في تعامله مع الآخرين، حتى مع أعدائه وظهر هذا واضحًا في فتح مكة، حينما وقف النبي صلى الله عليه وسلم مخاطبًا قريش قائلاً: “اذهبوا فأنتم الطلقاء”، معبرًا عن رحمته وعفوه عن الذين آذوه طوال سنوات.
– العدل والمساواة حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يطبق مبادئ العدل والمساواة بين الناس، بغض النظر عن جنسهم أو عرقهم، وكان ذلك واضحًا حينما جاءه أحد السادة ليشفع لامرأة من قبيلته ارتكبت سرقة، فقال النبي: “إنما هلكت الأمم قبلكم، أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد”.
هذه بعض اللمحات التربوية السريعة من سيرته العطرة في ذكرى مولده صلى الله عليه وسلم
وكل عام وحضراتكم بخير