تلوث الميـــاه

كتب : د محمد سعد
لاشك أن الماء هو عصب الحياة وأهم مكون من مكوناتها وصدق الله عز وجل إذ يقول فى كتابه العزيز (وجعلنا من الماء كل شىء حى أفلا يؤمنون).(الانبياء/30) ويوجد الماء فى الخلية الحية بنسبة تتراوح بين 50-60 % من وزن الخلية كما يوجد بنسبة 70 % من الوزن الكلى للخضروات وتزيد النسبة الى أكثر من 90 % من وزن الفاكهة ، وهو العنصر الاساسى لاستقرار الانسان وازدهار حضارته وأينما وجد الماء وجدت مظاهر الحياة.

أنـــواع المياه :
(أ) مياه سطحية Surface Water
هى المياه التى تتواجد على سطح القشرة الارضية بحيث تكون متاحة للاستخدام بسهولة وهى تنقسم تبعا الى ملوحتها الى:

(1) مياه مالحة Salt Water
:هى المياه التى تحتوى على قدر عال من الملوحة لاحتوائها على كميات كبيرة من الاملاح المعدنية الذائبة. وتعتبر البحار والمحيطات المصدر الرئيسى للمياه المالحة.

(2) مياه عذبة Fresh Water :
هى المياه التى تتميز بضالة كمية الأملاح بها أو حتى انعدامها فى بعض الأحيان وتعتبر الأنهار والجداول والجليد القطبى والأمطار المصدر الرئيسى للمياه العذبة.

(ب) مياه جوفية Ground Water :
وهى المياه التى توجد فى باطن الأرض (تحت القشرة الأرضية) وقد تكون عذبة أو مالحة ، هى تتميز عن المياه الاخرى بانها أقل عرضة للتلوث بنفايات المصانع والمجارى ولكن فى العصر الحديث لم يتركها الإنسان بل دفن النفايات السامة والمشعة فى الأرض فوصلت آثار منها الى المياه الجوفية ولوثتها.

تلوث الميـــاه Water Pollution
وبالرغم من أهمية الماء للحياة سواء للشرب أو للرى أو توليد الطاقة واستخدامه فى الصناعة..الخ. إلا أن الانسان يقوم بتلويثه وجعله غير صالح للاستخدام وذلك بالقاء النفايات والملوثات الى مصادره رغم أن القرآن الكريم حذرنا من ذلك الا ان الانسان لايحافظ علية (ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدى الناس ليذيقهم بعض الذى عملوا لعلهم يرجعون).

(سورة الروم آية 41).

المقصود بتلوث الماء هو افساد نوعية مياه الانهار ومياه المصارف الزراعية والبحار والمحيطات بالاضافة الى مياه الامطار والابار الجوفية مما يجعل هذه المياه غير صالحة للاستعمال.

ويتلوث الماء عن طريق المخلفات الانسانية والنباتية أو الحيوانية أو المعدنية أو الصناعية أو الزراعية أو الكيميائية التى تصب فى مصادر المياه (المسطحات المائية من بحار ومحيطات وانهار ومصارف زراعية) ، كما تتلوث المياه الجوفية نتيجة لتسرب المواد الكيميائية وايضا مياه الصرف الصحى اليها بما فيها من بكتيريا واحياء دقيقة.

ولقد عرفت هيئة الصحة العالمية (WHO) تلوث المياه:”بانه أى تغيير يطرأ على العناصر الداخلة فى تركيبه بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بسبب نشاط الانسان” ، الامر الذى يجعل هذه المياه أقل صلاحية للاستعمالات الطبيعية المخصصة لها أو بعضها أو بعبارة أخرى عبارة عن “التغيرات التى تحدث فى خصائص الماء الطبيعية والبيولوجية والكيمائية للماء مما يجعله غير صالح للشرب أو الاستعمالات المنزلية والصناعية والزراعية”.

مصادر تلوث الميـــاه :

إن العديد من انشطة الانسان فى البيئة تتسبب فى تلوث المياه ، لذا فان هناك العديد من مصادر تلوث المياه نذكر منها:

أولا : التلوث بمخلفات الصرف الصناعى.

ثانيا : التلوث بمخلفات مياه الصرف الصحى.

ثالثا :التلوث بالمبيدات الكيماوية.

رابعا :التلوث بالأسمدة الكيماوية الزراعية.

خامسا :التلوث بمياه الصرف الزراعى.

سادسا :التلوث بالملوثات الإشعاعية.

سابعا : التلوث بالطحالب.

ثامنا :التلوث بالنفط ومشتقاته.

تاسعا :التلوث ببعض الآثار الكونية

¨ تغير المناخ.

¨ تدمير طبقة الأوزون.

¨ الأمطار الحمضية.

أولا: التلوث بمخلفات الصرف الصناعى:
تعتبر مخلفات المصانع من اكبر مصادر تلويث مياه الانهار والبحار والمحيطات وتحتوى هذه المخلفات على الكثير من المواد الكيميائية السامة والتى يتم تصريفها الى المسطحات المائية مثل الانهار والبحار أو المصارف الزراعية أو مجارى الصرف الصحى.

وتعتمد انواع المواد الكيميائية المختلفة على نوع الصناعات القائمة كما وتعتمد على نوع المعالجة التى تجرى فى كل مصنع ولكن تشترك اغلب المصانع فى القائها الكثير من المواد مثل الأحماض والقواعد والمنظفات الصناعية والأصباغ وبعض مركبات الفوسفور والمعادن الثقيلة السامة مثل الرصاص والزئبق مما يتسبب عنها تلوثا شديدا للمياه التى تلقى فيها.

تبلغ مياه الصرف الصناعى 7.5 مليار م3/سنويا عام 2017.

وقد صنفت اللائحة التنفيذية لقانون البيئة المصرى رقم 4 لسنة 1994 المشروعات الصناعية إلى قوائم ثلاثة تبعا لشدة أثارها البيئية :-

· قائمة بيضاء تضم المشروعات ذات الآثار البيئية الضئيلة.

· قائمة رمادية تضم المشروعات ذات الأثار البيئية الهامة.

· قائمة سوداء تضم المشروعات ذات الآثار البيئية الخطيرة.

ويجب أن يؤخذ فى الاعتبار القائمة الرمادية والسوداء كملوثات للبيئة.

– والجدول التالى يبين الاستخدام الصناعى والصرف الصناعى لمصر عام 1989.

المنطقـة

عـدد

الصرف الصناعى للمياه (مليون م3 / سنة)

المصانع

النيل

الترع

قنوات المجارى
البحيرات

الاجمالى

مصر العليا

35

192

5

2

5

204

القاهرة

126

80

21

20

7

128

الدلتا

60

27

85

13

1

126

الاسكندرية

85

13

7

33

35

88

المحافظات الأخرى

24

صفر

صفر

3

1

4

الاجمــالى
330

312

118

71

49

550

* خطة العمل البيئى فى مصر – جهاز شئون البيئة (1992).

– والجدول التالى يبين تصرف مياه الصرف الصناعى(م3 / يوم) وكذا حمل التلوث اليومى (طن / يوم) بمصر.

التصرف

حمــــل التلـــوث (طـــن / يــــوم)

المنطقـة

مليون م3 / يوم

نقص الأكسجين الحيوى

نقص الأكسجين الكيميائى

الزيت
المواد العالقة

الجوامد المذابة

الرواسب

مصر العليا

204

72

37

5

68

532

0.2

القاهرة

128

71

120

93

97

135

0.75

الدلتا

125

34

42

24

86

224

0.5

الاسكندرية

88

91

186

45

40

246

0.17

المحافظات الأخرى

5

2

3

1

5

15

0.03

الاجمالى

550

270

388

168

296

1152

1.65

الصناعــة

الكيماويات

98

26

178

23

33

241

0.94

المواد الغذائية

277

182

142

110

168

666

0.17

المنسوجات

88

39

47

24

64

191

0.3

الصناعات الهندسية

12

5

7

2

3

13

0.03

التعدين

60

15

14

8

24

29

0.2

الفلزات

14

3

صفر

1

4

11

0.01

الاجمــالى

549

270

388

168

296

1150

1.65

* خطة العمل البيئى فى مصر – جهاز شئون البيئة (1992).

ثانيا: التلوث بمخلفات مياه الصرف الصحى
– يتم التخلص من مياه الصرف الصحى الصادرة عن المدن والقرى والمجتمعات السكنية بصرفها الى المصارف الزراعية والبحيرات الداخلية بدون تنقية وبذلك تكون هذه المخلفات السائلة لاتزال محملة بتركيزات عالية من الملوثات المختلفة العضوية وغير عضوية او الميكروبيولوجية.

– تبلغ كمية مياه الصرف الصحى فى مصر 2.8بليون م3/سنويا قد تصل الى 6.2بليون م3/سنويا عام 2017. ويحظر صرفها الى النيل وفروعه وأجاز القانون صرفها الى المصارف الزراعية والبحيرات الغير عذبة ومطابقة السيب النهائى للمعايير المقررة.

· 1.13بليون م3/ السنة( معالجة ابتدائية – ثانوية ) .. تخص القاهرة.

· 218 مليون م3/ السنة (معالجة ابتدائية) .. تخص الإسكندرية.

· 1.4 بليون م3/ السنة (معالجة ثانوية) تخص باقى المحافظات الأقليمية.

– تحتوى مياه الصرف الصحى على مواد عضوية تشمل المخلفات الآدمية والصابون والمنظفات الصناعية ومواد دهنية وشحومات ومواد غذائية ومخلفات ورقية وأملاح معدنية وخاصة الفوسفور والنترات بالاضافة الى البكتريا والفيروسات.

وتتميز مياه الصرف الصحى بخصائص التلوث الآتية :-
(1) وجود العناصر السامة مثل الرصاص ، النيكل ، الزئبق ، الكروم ، الكوبلت ، الكادميوم بتركيزات عالية فوق المعدلات المسموح بها دولياً وهذه العناصر مصدرها الأساسى هو مياه الصرف الصناعى … وهذه العناصر تترسب فى التربة وتصل الى النبات ومن ثم الحيوان والأنسان وتسبب العديد من الأمراض التى تضر بصحة الأنسان.

(3) وجود العديد من البكتريا الضارة للأنسان والحيوان بنسب عالية تتجاوز مئات الملايين من بكتريا مجموعة القولون والتى تعتبر المصدر الأساسى للأمراض المعوية وكذلك بكتيريا السالمونيلا Salmonella التى تسبب امراض حمى التيفود والنزلات المعوية وبكتيريا الشيجلا Shigella التى تسبب امراض الاسهال.

(4) وجود العديد من بويضات الطفيليات المسببة لكثير من الأمراض مثل البلهارسيا والأنكلستوما والأسكارس والديدان الكبدية بالإضافة إلى وجود البويضات التي تسبب الأمراض للماشية وتنتقل للأنسان مثل التينياسوليوم والتينياساجيناتا.

(5) وجود نسب من مركبات المبيدات الفطرية والبكترية ومبيدات الحشائش والحشرات ومركبات الفوسفور والكلوريدات السامة والمنظفات الصناعية والمعدنية والعضوية.

(6) وجود نسب عالية من الرطوبة فى الحمأه المصاحبة لهذه المياه تصل الى أكثر من 95% والتى تضاعف من مشاكل التصرف فيها أو إعادة استخدامها للأستفادة منها حيث تحتوى على نسبة عالية من العناصر الضرورية للنبات والتى تزيد من خصوبة التربة.

ولذلك فإن إعادة استخدام مياه الصرف الصحى فى الزراعة تتوقف على :

* درجة المعالجة. * النباتات المسموح بزراعتها.
* الأحتياجات البيئية والصحية. * طرق الرى المناسبة.

* قوام التربة.

ثالثا: التلوث بالمبيدات الكيماوية
– ادى التوسع فى استخدام المبيدات بصورة مكثفة فى الاغراض الزراعية والصحية الى تلوث المسطحات المائية بالمبيدات العضوية اما مباشرة عن طريق القائها فى المياه أو بطريق غير مباشر مع مياه الصرف الزراعى والصحى والصناعى التى تصب بهذه المسطحات كما ويتسرب جزء من هذه المبيدات الى المياه الجوفية.

– والمبيدات إصطلاح يطلق على كل مادة كيميائية تستعمل لمقاومة الآفات الحشرية أو الفطرية أو العشبية..وتنقسم إلى المجموعات الرئيسية :

* مبيدات حشرية * مبيدات فطرية *مبيدات عشبية

* مبيدات القوارض * مبيدات الديدان

– ولقد بلغ إستخدام المبيدات بمصر زروته عام (83-1984).

والجدول التالى يوضح الاستيراد السنوى بمصر من المبيدات خلال أعوام 1971 – 1989.

السنـــــــة

كمية المبيدات بالاف الأطنان

قيمة الاستيراد بالجنيهات المصرية (مليون)

1971/ 1972

18.2

10.9

1980/ 1981

22.5

61.6

1981/ 1982

31.4

56.7

1982/ 1983

32.3

37.9

1983/ 1984

34.3

53.1

1984/ 1985

32.6

54.1

1985/ 1986

24.5

53.5

1986/ 1987

14.8

54.9

1987/ 1988

9.3

55.0

1988/ 1989

9.6

55.0

* خطة العمل البيئى فى مصر – جهاز شئون البيئة (1992).

– ويأتى الضرر البيئى لهذه المبيدات من أن أغلبها مركبات حلقية بطيئة التحلل وتحتوى على عناصر ثقيلة ذات درجة سمية عالية كما أن نواتج تكسرها يزيد من تركيز وتراكم كميات من الكلور والفوسفور والنترات عن الحد المسموح به فى البيئة الزراعية ومنها الحيوان والأنسان.

– وتلوث المياه الأرضية والسطحية بمبيدات الآفات ترجع إلى التدوال الغير مناسب لهذه الكيماويات ذات التأثيرات البيئية وكذلك الحوادث العرضية فى الزراعة والصناعة والتجارة. وقد تصل هذه المبيدات مع العمليات الزراعية.

– ومصادر التلوث بالمبيدات للمياه :

* مع الغسيل بواسطة مياه الأمطار.

* مع مياه الصرف إلى الماء الأرضى.

* تلوث مباشر مع المياه السطحية من خلال الإنجراف.

* بقايا مبيدات المحاصيل وماء الغسيل الناجم من تنظيف معدات الرش.

رابعا:التلوث بالاسمدة الكيماوية الزراعية:
– اسرف الانسان فى استخدام الاسمدة والمخصبات الزراعية وخاصة الأسمدة النتروجينية والفوسفاتية واضافتها الى التربة الزراعية بهدف زيادة الانتاج الزراعى دون الألتزام بمعدلات هذه الاسمدة والتى لا يستفيد النبات بأى كميات زائدة عنها. لذا فان هذه الكميات الزائدة عن حاجته من الاسمدة الازوتية تذوب فى مياه الرى ومياه الصرف الزراعى ويذهب جزء كبير منها الى المياه السطحية والمياه الجوفية.

– الأسراف الشديد فى إضافة الأسمدة الأزوتيه والفوسفاتيه إلى الأراضى بكميات تفوق إحتياج النبات وفى مواعيد غير مناسبة لمرحلة نمو المحصول قد أدى إلى هدم التوازن الكائن فى التربة بين عناصر غذاء النبات بالإضافة إلى غسيلها مع ماء الصرف وتسربها إلى المياه الجوفية ممايزيد المشكلة تعقيدا عند إعادة إستخدام مياه الصرف الزراعى فى الرى مرة أخرى.

– والإسراف فى إستخدام الأسمدة النتروجينية هى العامل الرئيسى فى تلوث المياه الجوفية ومياه المصارف الزراعية والأنهار. ويأتى الضرر البيئى من التلوث بأيون النترات الذى يصل للأنسان عن طريق مياه الشرب أو تختزن بعض النباتات فى أنسجتها نسبة عالية منه مثل أنواع البقول والخضر مما يفقدها الطعم وتغير لونها ورائحتها. وتنتقل النترات عبر السلاسل الغذائية للإنسان فتسبب فقر الدم عند الأطفال وسرطان البلعوم والمثانة عند الكبار.

– يأتى الضرر البيئى من الأسمدة الفوسفاتية حيث زيادة نسبتها فى المياه تؤدى إلى الأضرار بحياة الكثير من الكائنات الحيه التى تعيش فى المجارى المائية كما وأن هذه المركبات تتصف بأثرها السام بالإضافة إلى أنها تؤدى إلى ترسيب بعض العناصر النادرة الموجودة فى التربة الزراعية والتى يحتاجها النبات فى نموه وتحويلها إلى مواد عديمة الذوبان فى الماء.

جــدول : تقـــدير الاحتياجات السمادية (النتروجينية – الفوسفاتية) حتى عام 2000

السنـة

النتروجين

فو2أ5

السنـة
النتروجين

فو2أ5

(طن/سنة)

(طن/سنة)

1990/ 1991

885600

198750

1995/ 1996

948600

221250

1991/ 1992

874200

203250

1996/ 1997

982700

225750

1992/ 1993

892800

207750

1997/ 1998

985800

230250

1993/ 1994

911400

212250

1998/ 1999

1.004.000

234750

1994/1995

930000

216750

1999/ 2000

1.023.000

239250

* د. محمد حسين حجازى (1999) – التسميد فى طرق الرى الحديثة.

خامسا: مياه الصرف الزراعى
– تعتبر إعادة استخدام مياه الصرف العادمة فى الرى هى المخرج الرئيسى لزيادة الرقعة الزراعية والتوسع الزراعى.

– تتلقى المصارف الزراعية مياه المجارى المحملة بالمواد العضوية والكيماويات والمبيدات الزراعية والمعادن الثقيلة ومسببات الأمراض. وكذلك مياه الصرف الصناعى المحملة بالمعادن الثقيلة والسامة.

– تبلع كمية مياه الصرف الزراعى حوالى 14.5 بليون م3 / سنوى.

– يعاد إستخدام 7.5 بليون م3 / سنوى سواء مباشرة أو الخلط مع المياه العذبة.

سادسا :التلوث بالملوثات الاشعاعية
– تعتبر الطاقة النووية مصدر هام للطاقة الكهربائية اللازمة للصناعات وفى الأستخدامات المنزلية. ويصاحب استخدام الطاقة النووية تلوث نووى وأشعاعات قاتله تهدد جميع الكائنات الحيه والحيوان والنبات وتدهور لخصوبة التربة الزراعية.

– وتعتمد درجة الخطورة الناتجة من هذه الأشعاعات على عدة عوامل منها:

* نوع هذه الأشعاعات * كمية الطاقة الناتجة منها

* الزمن الذى يتعرض له الجسم.

– ومن العوامل المسببه للتلوث النووى تجارب تطوير الأسلحة الذرية وزيادة القوة التدميرية لها وحدوث حوادث للمفاعلات النووية والتى يستمر تأثيرها لعدة سنوات.

– وقد أدى أقامه المحطات النووية وانتشارها فى كثير من الدول إلى ظهور أحد المشاكل الخطيرة ذات التأثير الضار على كافة عناصر البيئة من هواء ومياه وتربة زراعية وغيرها وهو ما يعرف بالنفايات النووية.

– ويتم التخلص من هذه النفايات النووية بعدة طرق منها دفنها فى باطن الأرض أو القاءها فى مياه البحار والمحيطات مما تؤثرعلى التربة والكائنات الحيه أو ارسالها الى الفضاء الخارجى عن طريق الصواريخ للتخلص منها.

– وقد حاولت بعض الدول الغربية استخدام الصحراء الكبرى فى شمال افريقيا لدفن مخلفاتها المشعة ولكن الدول المحيطة بهذه الصحراء ومنها مصر اعترضت بشدة خوفاً على تلوث المنطقة بالاشعاعات النووية ووصولها الى المياه الجوفية وقد تم القضاء على هذه الفكرة نهائياً.

– عندما تصل الملوثات الاشعاعية الموجودة فى مياه تبريد المحطات النووية (فى الدول التى تستعملها) الى المياه يذوب بعضها ويتعلق بعضها فى صورة معادن ثقيلة كالرصاص والنيكل والكادميوم والزرنيخ والزئبق والكوبالت والامونيوم وعندما تصل هذه المياه الملوثة الى جسم الانسان تحدث امراض خطيرة.

(المخاطر) البيولوجية للأشعاعات المؤينة

الأشعاعات المؤينة تؤدى إلى أثار بيولوجية فى الجسم يمكن أن تظهر فيما بعد: وتعتمد خطورة هذه الآثار والفترة الزمنية لظهورها على كمية الأشعاعات الممتصة وعلى معدل أمتصاصها ومدى حساسية المادة الحية للأشعاع.

أ‌- مخاطر جسدية (ذاتية) Thesometic effects of radiation : وهى المخاطر أو الآثار التى تصيب كافة أنواع الخلايا التناسلية. أى أن أعراضها أو أثارها تظهر فى الكائن الحى نفسه الذى تعرض للأشعاع.

ب‌- مخاطر وراثية Thesometic effects of radiation : وهى الآثار التى تظهر أعراضها فى ذريةالكائن الحى الذى تعرض للأشعاعات نتيجة تلف أعضائه التناسلية.

سابعا: التلوث بالطحالب
تحتوى المياه السطحية على الكثير من الكائنات الحية النباتية (كالطحالب أو ورد النيل) التى تغير من طبيعة المياه (الطعم والرائحة واللون) ونوعيتها حيث يتم تكون نموات طحلبية فوق السطح المياه مع انبعاث الروائح الكريهة ، ومن المعروف أن صرف مياه المجارى فى الانهار والبحيرات يزيد من هذه المشكلة لان المخلفات تعمل كسماد جيد للطحالب تزيد نموها بدرجة هائلة.

ثامنا :التلوث بالنفط ومشتقاته
– وتعتبر كميات النفط التى تصل الى مياه البحار والمحيطات من اكثر ملوثات المياه فى العالم. وتقدر كميات النفط التى تلوث المياه نتيجة لعمليات نقل النفط الخام وحدها بحوالى 2 طن سنويا ،أما كمية النفط التى تلوث المياه نتيجة لاستخدامات الانسان فتقدر باكثر من عشرة ملايين سنويا هذا بالاضافة الى كميات اخرى تتسرب فى مياه المحيطات نتيجة لعمليات التنقيب واستخراج النفط.

– تعرضت دولة الكويت لكارثة بيئية نتيجة الغزو العراقى عام 1990- وفى الفترة من 25 يناير – 29 يناير 1991 تعرضت محطة ضخ بترول ميناء الاحمدى للتدمير ونتج عن ذلك اندفاع البترول الخام الى مياه الخليج العربى بمعدل حوالى 2 مليون برميل/يوم.

ومن أهم عوامل تلوث المياه :-
(1) تداخل المياه المالحة
وهى موجودة فقط فى المياه الجوفية القريبة من البحار والمحيطات ويؤدى السحب المستمرة للمياه العذبة الجوفية من تلك المناطق إلى تسرب المياه المالحة من البحر أو الاعماق إليها.

(2) أبار الحقن
وتستخدم للتخلص من النفايات النووية والاشعاعية والصناعية والكثير من المواد السامة مما قد يؤدى إلى تسربها إلى المياه الجوفية العذبه.

(3) التلوث الحرارى للمياه :
وأهم مصادر التلوث الحرارى المياه المستخدمة فى عمليات التبريد فى محطات القوى النووية ومحطات القوى الكهربائية والمولدات التى تعمل بالفحم أو البترول حيث ترتفع درجة حرارة مياه التبريد ويتم التخلص منها بتفريغها فى المجارى المائية أو البحيرات مما يؤدى الى ارتفاع درجة الحرارة فى هذه الأماكن وتسبب تلوثاً حرارياً.

(4) التخلص السطحى من النفايات
حيث تقوم الدول الصناعية بالتخلص من النفايات الصلبة بدفنها فى باطن الأرض على أعماق مختلفة أما النفايات السائلة فتلقى فى برك سطحية متباينة الاعماق ويؤدى سقوط الامطار وارتفاع منسوب المياه الجوفية الى ذوبان بعض هذه المخلفات وتسربها الى المياه الجوفية.

(5) مياه المجارى والبيارات
حيث تتسرب بعض المواد العضوية (فضلات المجارى) وكذا المواد الكيميائية من هذه البيارات إلى المياه الجوفية فتعمل على تلوثها.

تاسعا: بعض الآثار الكونية للتلوث
(‌أ) تغير المناخ:
– يعتبر الطقس ( التقلبات اليومية فى الغلاف الجوى) والمناخ (متوسط حركة الطقس لفترة طويلة) من العوامل الهامة المحددة للأوضاع فى منطقة ما كنمو الغطاء النباتى واستخدامات الطاقة وغير ذلك.

– مع التقدم الصناعي الحالي .. تتراكم فى الغلاف الجوى غازات الاحتباس الحراري مسببة ظاهرة ” الاحتباس الحراري” وهى ارتفاع درجة حرارة جو الأرض.

– غازات الاحتباس الحراري :-
* ثاني أكسيد الكربون(55%) * أكاسيد النتروجين (6%)

* الكلورفلور وكربون (24%) * الميثان (15%)

* الميثان: ينطلق من التفكك اللاهوائى لكتلة الحية فى أماكن إلقاء مخلفات الصرف الصحى أو المستنقعات أو حقول الأرز أو الأجهزة الهضمية للحيوانات المجترة ومن استخراج الفحم ويقدر بحوالى 425 مليون طن / سنة.

* أكاسيد النتروجين: ينطلق من النشاط الحيوى وخاصة تأثير البكتريا فى التربة أو إستعمال الأسمدة النتروجينية فى الزراعة حرق الوقود والخشب وفضلات المحاصيل الحقلية عوادم الطائرات.

– الكلورفلور كربون: تستخدم هذه المركبات فى التبريد وعامل نفخ فى صناعة الأسفنج وهى غازات لاتوجد بشكل طبيعى ووجودها فى الغلاف الجوى ناتج بشكل كامل عن تصنيعها وتعتبر هذه المركبات مسئولة عن 15% من آثار ارتفاع درجة الحرارة جو الأرض.

– وتتميز غازات الاحتباس الحرارى بخاصية امتصاص الأشعة تحت الحمراء.. اذ تسمح للطاقة الشمسية بالوصول الى سطح الأرض الا أنها تمتص الأشعاع الحرارى ذا الموجة الطويلة ( الأشعة تحت الحمراء ) الصادرة عن الأرض وبذلك تبقى حبيسة جو الأرض وعلى ذلك تصبح الزراعة فى المناطق الجافة أكثر صعوبة فتتضاءل موارد المياه وتزيد حرارة الجو المرتفعة من الطلب على مياه الرى.

(‌ب) تدمير طبقة الأوزون:
– يشكل الأوزون الطبقة الواقية للحياه على الأرض ويتكون من ثلاث ذرات أوكسجين O3 .. ويوجد فى الغلاف الجوى بتركيزات مرتفعة ابتداء من 10 الى 50كم فوق سطح الأرض ويكون أعلى تركيز له فى طبقة الأوزون Ozonosphere وهى على أرتفاع من 22-25 كجم فوق سطح الأرض.

– ويتكون الأوزون عندما يتعرض أكسجين الهواء الجوى الى الأشعة الفوق بنفسجية حيث يتحول الأكسجين الجزئي O2 الى أكسجين ذرىO ويتفاعلان معاً مكوناًO3 .

– ويتم فى هذه العملية امتصاص قدر كبير من الأشعة فوق البنفسجية الصادرة عن الشمس فلا يصل منها الى سطح الأرض الا قدر معتدل لايؤثر فى حياه الكائنات الحية على سطح الأرض. وبذلك تمثل الأوزون درعاً واقياً يحمى الكائنات الحية على سطح الأرض من ضرر هذه الأشعة الضارة.

– وعلى ذلك فأن التلوث الصناعى للجو الناجم عنه أكاسيد النتروجين والمركبات المعروفة بإسم كلورفلورو كربون CF CL3 & CF2Cl2 تلعب دوراً أساسى فى تدمير طبقة الأزون.

(‌ج) الأمطار الحمضية:
– السبب الرئيسى فى تكون الأمطار الحمضية .. هو محطات القوى الكهربائية والمراكز الصناعية الضخمة التى تنتشر فى كثير من الدول والتى تحرق كميات ضخمة من الوقود وتدفع الى الهواء يومياً بكميات هائلة من ثانى أكسيد الكربون وأكاسيد النتروجين.

– فإن الغازات المحتوية على الكبريت ( ثانى أكسيد الكبريت) يتفاعل مع الأكسجين فى وجود الأشعة الفوق بنفسجية الصادرة من الشمس وتتحول الى ثالث أكسيد الكبريت الذى يتحد مع بخار الماء فى الجو ليعطى حمض كبريتك الذى يبقى معلقاً فى الهواء على هيئه رزاذ دقيق تنقلة الرياح من مكان لآخر فعندما تصبح الظروف مناسبة لسقوط الأمطار فانهم يذوبان مع ماء المطر فى شكل أمطار حمضية.

– وتبين الدراسات أن التربة فى مناطق أوربا أصيبت بالتحميض مما يؤدى الى أضرار بالغة كانخفاض نشاط البكتريا المثبته للنتروجين وأنخفاض معدل تحلل المادة العضوية مما يقلل خصوبة التربة. وأدت الأمطار الحمضية الى موت كثير من الكائنات الحية التى تعيش فيها وخاصة الأسماك والضفادع.

– وتؤثر الأمطار الحمضية فى نوعية مياه الرى والشرب حيث أنها تغسل وتذيب العناصر الثقيلة من التربة وتحملها الى مياه الأنهار والبحيرات والمياه الجوفية مسببة اضرار للكائنات الحية وكذلك تتأثر صحة الانسان من خلال شرب هذه المياه الملوثة والاسماك والكائنات البحرية التى يتغذى عليها.

– يمكن اتخاذ عدة إجراءات لتقليل الامطار الحامضية عن طريق الحد من انبعاث اكاسيد الكبريت والنيتروجين الى الهواء الجوى عن طريق ازالتها باستخدام طرق علمية أو استخدام وقود منخفض المحتوى من الكبريت وقد امكن البعض استخدام الجير فى معالجة مياه البحيرات التى تتعرض للامطار الحامضية بدقة لمعادلة حموضتها

عن هاني سلام

شاهد أيضاً

الكذب عند الأطفال “الأسباب والعلاج “

الكذب عند الأطفال “الأسباب والعلاج ” إن مشكلة الكذب عند ألاطفال مشكلة منتشرة على مستوى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.