بعد الإعلان الرسمي عن فشل قمة كوبنهاجن السابقة جولة جديدة للبحث عن حلول لمحاربة التغير المناخي ووقف الإحتباس الحراري ، والأمل في المكسيك
في سباق مع الزمن لمحاربة التغير المناخي ووقف الاحتباس الحراري، والذي تعاني منه الأرض، أرادتها كذلك هيئة الأمم المتحدة في منتجع كانكون سعيامنها للم شمل العالم تحت مظلة المناخ بعدما فرقتهم حسابات السياسة ومصالح المال والاعمال، في رسالة علنية وصريحة *أنقذوا مناخنا*، وموجهة لكل سكان المعمورة، في غياب لأي وعي بمخاطر التغير المناخي والاحتباس الحراري ووسط انشغالات سياسية وهموم اقتصادية طاغية.
قمة كانكون التي انطلقت في 30 من الشهر الفارط والتي تدوم فعاليتها أسبوعين كاملين، تحضره اكثر 190 دولة تتصدر أنشغالتهاتفاقم أزمة التغير المناخي والاحتباس الحراري وكمايرجى التوصل إلي اتفاق إلزامي ليحل محل بروتوكول كيوتو الذي تنتهى صلاحيته عام 2012م، فأروبا التي تزحف نحو عصر جليدي جديد تصل درجات الحرارة فيها إلي ما دون -20 درجة تحت الصفر وتشتد فيها العواصف الثلاجية التي تعيق حركات النقل والملاحة وتسبب أحيانا خسائر بشرية ومادية كبيرة، وعلى النقيض من ذلك فالمشهد في مناطق مختلفة من العالم مغاير بل وعكسي فبعض المناطق في غرب أسيا تعيش الجفاف منذ مايقارب أربع سنوات، وتشهد أيضا أرتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة مع انخفاض كبير في معدلات تساقط الأمطار، أماعن شرق أسيا فحدث ولاحرج فهي تعيش على وقع تزامن مختلف الكوارث البيئية والجوية المهولة، فهذا التطرف الصارخ والتباين الخطير في أحوال الطقس والمناخ يستدعي بلا شك التوقف وإعادة النظر وترتيب الإولويات وإعادة الحسابات لإدراك هول ما يحدث،
في الجانب الأخر يرجع العلماء وخبراء البيئة والمناخ أسباب ما يحدث إلي طغيان المصالح الشخصية وغياب الاهتمام وقلة الوعي على حساب صحة المناخ ونظافة كوكب الإرض.
وما زاد الطين بلة في رأي العلماء أيضا هو ارتفاع درجات التلوث البيئي ونسبة انبعاثات الغازات الدفينة والتي زادت من حدت أزمة الكارثة المناخية وتتصدر الصين والولايات المتحدة تليهما روسيا والاتحاد الأوروبي وكذلك الهند قائمة الدول المتسببة في الانبعاثات وبحوزتهم أرقام قياسية مذهلة،
فبعد فشل قمة كوبنهاجن في إيجاد صياغة واضحة وإلزامية في محاولة لحد من انبعاثات الغازات الدفينة، اتجهت الدول حينها لإقامة خطط فردية طوعية بشأن خفض الانبعاثات، وفي هذا الصدد يصرح الرئيس الأمريكي براك أوباما أن سياسته الخاصة بالمناخ قد أحبطت بداعي فشل الكونغرس في تمرير مشروع يتطلب خفض الانبعاثات الصناعية، وهنا تتشابك الخيوط السياسية بالقضايا المناخية لإفشال مشروع ناجح للمناخ، فخسارة الديمقراطيين في الانتخابات البرلمانية السابقة يتحدث أوباما أحبطت عزيمته بفعل تشكيك الجمهوريين في عملية ارتفاع حرارة الإرض.
ووسط اتهامات متزايدة ومتبادلة حول مسؤولية هي مشتركة وعالمية فيما بين الدول، تتجه قمة المناخ في كانكون وبخطوات ثابتة نحو الفشل الذريع مرة أخرى، في غياب أي اتفاق أو حتى إقرار إلزمي أو إدراك بخطورة الوضع المناخي على كوكب الأرض.
وبعيدا عن قمة كانكون تشير الدراسات إلي أن حرارة الإرض يمكن أن ترتفع أربع درجات مئوية بحلول ستينيات القرن الحالي ، وهو السناريو الأسوء تصورا فيما يتعلق بالتغير المناخي على الأرض وهو ما يتطلب تفعيل الجهود وإيجاد صياغة واضحة الحدود والمعالم وصارمة في آن ذاته، قد تقي الإرض مستقبلا من أخطار وكوارث محققة.