فزع أصاب اليابانيون على حين غرة عادت بهم الذاكرة إلي أيام الحرب العالمية الثانية حينما فجأتهم قوات الحلفاء بقذيفة نووية أبادتهم، لكن السماء كانت عليهم برد وسلام، لكنها الأرض التي اهتزت روبت، وزحفت عليهم مياه المحيط بل علت عليهم وأغرقتهم وهم على الأرض يسيرون، إنها ليست لعنة ولا هي موعد الحساب ولكنه تسونامي باللغة العلمية التي يجيدونها، لم يتخيل أحد ان تكون اليابان التي احتلت الصدارة في الإقتصاد والتكنولوجيا أن تكون محط نظر العالم إشفاقا وجزعا، وهي التي ألفت الزلازل والبراكين وسخرت العلم كل العلم لخدمتها ولوقابتها، إنها المعجزة اليابانية التي تحطمت أمام عتو أمواج تسونامي لا تتحكم فيه لغات البرمجة ولا تكنولوجيات أبدعتها أنامل وعقول طبع عليها” صنع في اليابان”
حدث ما يخشاه الجميع، وبدأ الحديث عن مقتل 10ألاف وفقدان العدد مثله وتشريد الملايين إضافة إلي إنهيار إقتصاد ما كان يخطر على بال أحد أنه سينهار لكنها ليست أيادي إنسانية بل هي إرادة الأرض التي لا تقهر .
وصلت شدة الزلزال إلي 9 درجات، ظن اليابانيون أن النهاية وشيكة، حبست الأنفاس وامتد موج المحيط ومفخرة اليابان إليهم لا شيء يردعه، إنه المصير ورأي البعض أنها نهاية المشوار. لكن تداعيات الزلزال وتسونامي، كان الخوف الأكبر فيها ليس على عدد من جاور ربه إو اختفي، ولكنها مخاوف من أن تتحول الكارثة الطبيعية إلي نووية ولكأنما الأرض تعاقب الإنسان على أفعال يديه إن الأمر يطابق ما يقال في المجتمع العربي” يداك أوكتا وفوك نفخ”
يبذل حوالى مئة الف من رجال الانقاذ جهودا في بحيرات الطمي وانقاض المباني في محاولة للعثور على ناجين من هذه “الكارثة الوطنية غير المسبوقة”، كما وصفها رئيس الحكومة ناوتو كان.
وتثير محطة فوكوشيما النووية رقم 1 التي تضررت الجمعة بفعل الزلزال ووقع انفجار في احد مفاعلاتها السبت، قلقا كبيرا. وقالت شركة كهرباء طوكيو ان المفاعل رقم 3 يواجه خللا مماثلا بينما حذرت الحكومة من خطر حدوث انفجار فيه بسبب تراكم الهيدروجين.
وفيما تحاول اليابان مسابقة الزمن في العثور على حل لأزمة خيوطها متشابكة بين ما صنعته الأيادي اليابانية وما تفعله الأرض نظير غدر الإنسان وخيانته، تتزايد المخاوف من احتمال حدوث انفجار ثان في مجمع “المفاعل رقم ثلاثة”، بمحطة “فوكوشيما دايشي” شمال شرقي اليابان، التي تأثرت بهزة أرضية عنيفة ضربت المنطقة يوم الجمعة.
الصورة مأساوية إلي أبعد الحدود فالنموذج الياباني الذي انهار بين ليلة وضحاها شابه سقوطه سقوط زعماء عرب سابقينن لكأنما الأرض تقول: أن لها كلمتها أيضا وأنها ستشارك في التغير، وستحاسب كل الأطراف والتي ساهمت في زعزعت نظامها الكوني والبيولوجي.
مراسلة المجلة العلمية اهرام
جودى
شاهد أيضاً
رضا حجازي.. لا تتوقف عن الحلم
1. لا تتوقف عن الحلم: الأحلام الكبيرة هي التي تدفعك للعمل الجاد وتحقيق الإنجازات العظيمة. …