بدأت حملات طبية كبرى في مدن واشنطن ونيويورك وشيكاغو وإلينوي، بالولايات المتحدة الأمريكية، لتعزيز مفهوم ما يسمى بـ”الواقيات الأنثوية”، في خطوة تستهدف الحد من انتشار فيروس نقص المناعة البشرية المكتسبة “أيدز”.
وعلى الرغم من موافقة إدارة الرقابة على الغذاء والدواء الأمريكية في عام 1993 على الواقيات الأنثوية، إلا أن الإدارة لم تتبناها بعد، بينما في عام 2009 تبنت إدارة الأغذية والعقاقير توزيع الواقيات الأنثوية في المدن الكبرى، إضافة إلى تقديم التدريب على كيفية استخدامها في صالونات التجميل والمراكز الاجتماعية.
ويقول المدافعون عن الصحة العامة، إن الواقيات الأنثوية تعتبر بمثابة أداة أخرى لتمكين وحماية النساء من الأمراض المنقولة عن طريق المعاشرة الجنسية والحمل، بينما يظل التساؤل الحالي هو هل المرأة ستستعملها فعلاً؟، بصرف النظر عن آلية الاستعمال، وصعوبة الحصول على هذه المنتجات، وارتفاع تكلفتها مقارنة بنظيرتها الذكرية.
وقالت ألكسندرا كيتهاكس، وهي مدير مركز صحي معتمد لمعالجة أمراض الجنس، في لوس أنجليس، بولاية كاليفورنيا، “إن الواقيات النسائية معقدة للغاية، فواقي القضيب الذكري خارجي، ويستغرق ثانيتين لوضعه، بينما الواقي النسائي قد يستغرق دقيقة وتحتاج المرأة إلى عمل حركات بهلوانية لوضع الواقي، وهي طريقة ليست عملية.”
ويأتي أحدث وأرخص نسخة من الواقيات الأنثوية تحت مسمى FC2، وهو مكون من مواد غير اللاتكس، وهو يشبه غمدا طويلا مع حلقتين ناعمتين في طرفيه عند كل نهاية، ويجب أن تولج المرأة إحدى الحلقات من خلال دفعها بإصبعها إلى داخل المهبل، بينما تظل الحلقة الأخرى خارج الجسم.
لكن ليمان زوي، منسق خدمات الدعم في مشروع الإيدز المتعلق بالسيدات في شيكاغو، “إن الواقيات الأنثوية ليست معقدة على الإطلاق، بينما الناس الذين يتحدثون عن تعقيداتها لا يملكون خبرة كافية حول كيفية استخدامها.”
ويعطي الواقي الجديد للمرأة مزيداً من السيطرة في التفاوض على استخدام الواقي الذكري، في الوقت الذي تفاوتت فيه ردود الفعل من قبل المستخدمين للواقي الأنثوي.
غير أن كاسندرا، وهي إحدى المحاميات المعنيات بشؤون الصحة في فورت لودرديل بولاية فلوريدا، وطلبت عدم نشر اسمها الثاني، حاولت الإجابة على أسئلة حول الواقي الأنثوي، وذلك من خلال تجربته عدة مرات، وقالت ” لقد كان غريباً بعض الشئ، خصوصاً للذين يفضلون الواقي الذكري.”
وقالت لين، من مدينة ديترويت بولاية ميشيغان، التي طلبت أيضاً حجب اسم عائلتها، “كان أكثر من شعور طبيعي، بينما استخدامه سيكون في المناسبات الخاصة بسبب السعر.”
وتبلغ تكلفة عبوة تحتوي على ثلاثة واقيات أنثوية 6.49 دولار أمريكي، بينما مجموعة من الواقيات الذكرية مكونة من 10 قطع تباع بنحو 5 دولارات فقط.
وقالت كارول كوين التي تعمل في متجر للأدوات الجنسية في سان فرانسيسكو، كاليفورنيا “إن مبيعات الواقيات الأنثوية زادت منذ عام 2008.”
وفي وقت سابق من العام الجاري، بدأت منظمات في شيكاغو الترويج للواقيات الأنثوية، في حين بدأ توزيع إعلانات ترويجية في حافلات المترو بواشنطن، وتوزيع نصف مليون من الواقيات الأنثوية، حيث خصص مسؤولو الصحة في العاصمة منحة قدرها 500.000 دولار لتوزيع وترويج هذه النوعية من الواقيات في مارس / آذار.
وقالت ماري آن ليبير، مستشار استراتيجي رفيع المستوى في شركة صحة المرأة، في سان فرانسيسكو، “لا يوجد شئ خاطئ في الواقي الأنثوي، خصوصاً أن هناك الكثير من الذكور والإناث لا يحبون أن يمارسوا الجنس دون حماية، وهذا الواقي الجديد يعطي خياراً للمرأة ويمكنها من استخدام أسلوب آخر غير الواقي الذكري، ويخول لها أن تعتني بنفسها.”
وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة، قالت على موقعها الإلكتروني، إن حوالي 50 في المائة من جميع الإصابات الجديدة بفيروس نقص المناعة البشرية تقع في أوساط الشباب، فيما تساعد اليونيسف الحكومات في ضمان توافر الإمكانية لوصول الرجال والنساء الشباب، في الفئة العمرية 15-24 عاماً، الخدمات على إمكانية الاستفادة من الوسائل الوقائية، مثل الواقيات الأنثوية والذكرية.