جيهان سامي سليمان:
تعد الفطريات احد مكونات النظام البيئي وتلعب دورا هاما فى الحياة على كوكب الأرض ككائنات محللة للمواد العضوية والتى وعن طريقها تتحول من مواد معقدة التركيب إلى مواد بسيطة يسهل امتصاصها ودخولها مرة اخرى فى النظام البيئى والدورات المختلفة له. ومع ذلك لا تحظى بالإهتمام الواجب على مستوى الوطن العربي إذ ان الموارد الموجهة للحفاظ عليها محدودة جدا كما أن علمائها معدودون على المستوى الدولي.
والفطريات مملكة قائمة بذاتها ومنفصلة عن مملكتي النبات والحيوان منذ عام 1969 وتضم مايقرب من مائة الف نوع إضافة الى ان العدد التقريبى لها يقدر بحوالى مليون ونصف نوع لم يكشف عن غالبيتها حتى الآن، إلا ان المعروف عنها حاليا يكفي لإدراك اهمية الحفاظ عليها والوعي بدورها .والشائع عن الفطريات عامة أنها
تسبب الامراض إلا ان العديد منها هام لاستمرار الحياة على الارض ففطر البنسليوم هو الاساس في صنع المضادات الحيوية وعلى راسها البنسلين والتي تشفي من العديد من الامراض وفطر الخميرة هو المسئول عن تخمر الخبز والفطريات ضرورية لتحلل الكائنات التي تموت والتي بدونها لما بقى مكان للأحياء ولما تجددت الحياة على وجه الأرض وعلى المستوى الإقتصادي ففطر عش الغراب من الكائنات البالغة الأهمية حيث يوفر مصدرا للبروتين عالي القيمة وتسهل زراعته باقل التكاليف كما أنه ان لحمه لذيذ ويدخل في العديد من الأكلات والوصفات الشهية.
ويجتمع علماء الفطريات على مستوى العالم فى عدة مؤتمرات محلية وعربية ودولية لمناقشة قضايا الحفاظ على الفطريات وجميع القضايا الأخرى المتعلقة بهذا العلم ولتبادل أحدث المعلومات والدراسات عن الفطريات في كل مناطق العالم.. وفي اليونان بمدينة هالكاديكي تم إقامة المؤتمر السادس عشر لعلماء الفطريات الأوربيين في الفترة ما بين 18 -23 سبتمبر وكانت المفاجأة هي إسناذ رئاسة الجلسة الختامية للدكتور أحمد عبد العظيم الذي حضر ممثلا عن مصر لعرض بحثه عن” الحفاظ على الفطريات في مصر وموسوعة الحياة” والتي يقوم هو وفريقه أيضا بترجمة وإنشاء صفحات لها باللغة العربية لتصل المعلومات بصورة ميسرة للدارسين باللغة العربية.
الدكتور أحمد عبد العظيم هو أول عالم مصري يفوز بمنحة موسوعة الحياة وذلك لإنشاء 400 صفحة عن الفطريات على موقع الموسوعة Encyclopedia of Life إذ انه أول من جمع قاعدة بيانات متكاملة عن الفطريات في مصر من خلال الدراسات والابحاث المتناثرة وقد شرفت بحضور المؤتمر وتقديم نبذة عن التعليم في مصر وعلاقته بالحفاظ على الفطريات ضمن عرض تقديمى و بوستر للمؤتمر والذي أثار إهتمام الحضور من مختلف الدول. والجدير بالذكر ان المؤتمر القادم سوف يعقد عام 2015 إن شاء الله فى البرتغال وكانت مساهمة الدول العربية منعدمة فقد شارك من مصر عدد 2 علماء فقط ولم تشارك اى دولة عربية اخرى فى فعاليات المؤتمر.
خاص للمجلة العلمية اهرام