فلسطين ومصر وحدة الجغرافيا والتاريخ

كتب اياد القطراوي

من جديد تؤكد فلسطين ومصر، على تجذر العلاقة القوية التي تربط بينهما، علاقة الأرض والجغرافيا والتاريخ … علاقة الثقافة والحضارة.

يؤكد الفلسطيني دوما عبر قناعته الراسخة، بأن قوة مصر تعني قوة فلسطين بل قوة العرب، فعبر التاريخ كانت مصر القوة التي تدفع الأعداء والغزاة عن المنطقة، وتنقذ بلاد الشام من الغزاة، فحين تسقط بغداد والشام، تظل الآمال معقودة على مصر، الدولة والأمة، والدور التاريخي في الحفاظ على موارد ومقدرات الأمة العربية، وتظل معارك مصر مع (إسرائيل)، وما تلاها من حرب استنزاف، شارك الفلسطينيون فيها بقوة، خير شاهد، على أن مصر وإن كانت تدافع عن نفسها فهي تدافع عن محيطها العربي وبُعدها القومي، بما فيه القضية الفلسطينية.

وهكذا ومنذ التاريخ ارتبطت التطورات السياسية في فلسطين صعوداً وهبوطاً بقوة مصر، وقد تبدو هذه العلاقة أكثر إلحاحاً بالنسبة لهذا الجزء الصغير من فلسطين وأقصد قطاع غزه والذي قد ارتبط ارتباطاً سياسياً وأمنياً وجغرافياً واجتماعياً بمصر، ولا يمكن تصور أي شكل من أشكال الكيانية السياسية في غزة دون أن تكون حاضنته وعمقه السياسي والأمني مصر.

يذكر التاريخ أن الترابط  الجيوسياسي بين فلسطين ومصر، ممتد لأزمان ما قبل التاريخ، لعصور الفراعنة، صحيح أن الإدارات السياسية في البلدين اختلفت وتغيرت، لكن ظل التواصل والترابط قائماً بين الأرض والتاريخ انطلاقاً من وحدة الخطر الذي كان يهدد كلا البلدين.

لقد كانت المصلحة واحدة، والأمن واحد ومن ثم المصير تحدد، علي أن يكون واحداً، ما يجري في مصر ولها، يؤثر على فلسطين ومستقبلها السياسي والإنساني، والعكس صحيح، ما تتعرض له فلسطين سيؤثر حتماً على أمن مصر القومي، هكذا يحدثنا التاريخ الممتد لأكثر من خمسة آلاف عام قبل الميلاد، ولألفي عام بعدها دون دخول في تفاصيل الرواية التاريخية لتلك السنين الطوال وتجاربها المهمة.

حتى في الرياضة يعتبر الفلسطينيون بأن مصر ومنتخبها يمثلهم ويشجعونه كأنهم يشجعون منتخبهم وفي حال الفوز تخرج الجماهير الفلسطينية الغزية، للشوارع والمفترقات العامة حاملة الأعلام المصرية، وتهتف باسم دولة مصر وبشعارات تؤكد على مدى العلاقة التي تربط مصر بفلسطين.

يفخر الفلسطينيون بمصر العروبة ودورها الريادي في القضية الفلسطينية التي تعتبرها مصر قضيتها الأولى وان اختلفنا في بعض القضايا السياسية التي لا يمكن أن تؤثر على عمق العلاقة بين البلدين ويظل الفلسطيني مؤمنا بمصر شعبا وقيادة ويردد دائما “فلسطين ومصر شعب واحد موش شعبين”.

عن اياد القطراوي

شاهد أيضاً

أ.د رضا حجازي وزير التربية و التعليم

رضا حجازي.. لا تتوقف عن الحلم

1. لا تتوقف عن الحلم: الأحلام الكبيرة هي التي تدفعك للعمل الجاد وتحقيق الإنجازات العظيمة. …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.