بقلم : دكتور / وائل محمد رضا
تعد قارة أفريقيا ثاني أكبر قارات العالم من حيث المساحة وعدد السكان وتأتي في المرتبة الثانية بعد قارة آسيا حيث تبلغ مساحتها 30,2 مليون كيلو متر مربع وهي تغطي 6 % من إجمالي مساحة سطح الأرض وتشغل 20,4 % من إجمالي مساحة اليابسة .
وعلى الرغم من أنّ القارة تحوي داخلها ثروات وكنوزاً هائلة إلا أنّ إسمها إقترن بالفقر والتخلف وذلك نتيجة لعدم إستغلالها هذه الثروات إذ أنّ ثمة معوقات كانت تقف في وجه تحقيق التنمية في القارة مثل إنخفاض مستوى التعليم وخدمة الديون الخارجية بالإضافة إلى الآثار السلبية التي تركها الإستعمار الأجنبي والتي أعاقت بدورها التنمية كإنتشار الحروب الأهلية والتبعية الإقتصادية مما حرم القارة من الإستقرار السياسي والإقتصادي فترة طويلة .
هذا وتعد إفريقيا أغنى تجمع للثروات الطبيعية مثل النفط والنحاس والماس والبوكسيت والليثيوم والذهب وغابات الأخشاب الصلبة والفواكه الإستوائية وتشير التقديرات إلى أن 30٪ من الموارد المعدنية المستخرجة من الأرض موجودة في القارة الإفريقية و12 ٪ من النفط المنتج في العالم يأتي من إفريقيا كما تمتلك إفريقيا أكبر إحتياطيات للمعادن الثمينة في العالم وثلثي مجموع الأراضي الزراعية غير المستغلة في العالم توجد فى إفريقيا وهذه الإحتياطيات من الثروات الطبيعية تسهم بشكل كبير في دعم إقتصاديات البلدان الإفريقية وتعزيز فرص النمو ودعم مؤشرات التنمية في القارة الصاعدة .
لذلك تراهن مصر على تلك القارة من خلال إنتمائها الأفريقى والعربى وتبذل الدبلوماسية المصرية من خلال وزارة الخارجية جهداً كبيراً لتعزيز علاقات التعاون مع جميع دول القارة على المستويات السياسية والإقتصادية والتجارية والعسكرية من خلال وزارة الدفاع وتوقيع العديد من إتفاقيات التعاون العسكري في مجالات التدريب والتأهيل والتدريبات المشتركة مع دول القارة السمراء .
علاوة على حصولها على لقب “سلة غذاء العالم” حيث تعرف القارة الأفريقية تاريخياً بإسم “خزان العالم” من الثروات التعدينية في باطن الأرض وهي السبب الرئيس في الإستعمار المستمر والوضع المتردى فإقتصادياً تمتلك أفريقيا ثروات هائلة تجسدها الثروة الزراعية فثلثا سكان القارة يعملون بالزراعة تقريباً وتساهم بحوالي 20 % إلى 60 % من إجمالي الناتج القومي لكل دولة إفريقية كما أن التنوع البيئي والمناخي يجعل القارة من أكبر المناطق المؤهلة للإنتاج الزراعى كما أن إفريقيا تتميز بثروة غابية هائلة إذ تساهم صناعة الأخشاب بـ 6 % من إجمالي الناتج الداخلي للقارة الإفريقية أما في المجال البحري فالدول الإفريقية تتوفر على مخزون هائل من الثروة السمكية حيث تقوم بإنتاج 4.5 مليون طن من الأسماك.
ويرى الكثير أن مستقبل العالم مرتبط بالقارة الإفريقية مما يحتم ضرورة التعاون والتنسيق الحثيث بين مصر وأشقائها من دول القارة السمراء وقد أكد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية أن القارة الإفريقية هي مستقبل الإقتصاد العالمي مشدداً على أن إفريقيا تفتح أبوابها نحو المستقبل والإقتصاد وقد وضع السيد الرئيس برنامجاً طموحاً يضع القارة الإفريقية علي مسار التحول إلي قوة إقتصادية عملاقة أثناء رئاسة مصر للإتحاد الإفريقى فى 2019 من أهم ملامحه تطوير البنية التحتية وتوسيع قاعدة النشاط الإقتصادي إلي جانب الإستثمارات لتسريع معدلات النمو وتوفير بيئة مناسبة لإنشاء ونهوض الشركات مع تركيز الجهود علي دور الشباب والمرأة في التنمية .
وكشف الرئيس عبد الفتاح السيسي عن زيادة إستثمارات مصر بدول إفريقيا خلال عام 2019 إلى 1,2 مليار دولار ليصبح إجمالى الإستثمارات أكثر من 10,2 مليار دولار بهدف تحقيق المصالح المشتركة لمصر والدول الإفريقية إلى جانب زيادة التعاون ونقل الخبرات المصرية إلى دول القارة فى المجالات وثيقة الصلة بالتنمية .
وأيضاً نتيجة هذا الإهتمام بالقارة السمراء ينطلق منتدى ” وكالات ترويج الاستثمار في أفريقيا ” بشرم الشيخ خلال شهر يونيو الجاري بحضور دولة السيد المهندس / مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء وتناقش جلسات المنتدى عدة موضوعات من أبرزها تعزيز مشاركة القطاع الخاص في أفريقيا ودور برامج الإصلاح الإقتصادي في تعزيز قدرة البلدان الأفريقية على الصمود في مواجهة التحديات العالمية والحد من التوابع السلبية لجائحة كورونا كما تتضمن موضوعات المنتدى عرض أهم إنجازات وتجارب الدول الأفريقية في تنفيذ مشروعات البنية التحتية الإقليمية كوسيلة لربط إفريقيا وتحسين قدراتها التنافسية العالمية وفرص التعاون الإقليمي في مجالات الزراعة والصناعة بين دول القارة وفرص الوصول إلى الأسواق العالمية.
وأخيراً وليس آخراً إذا بذلت مصر جهدا أكبر وأكبر في الإهتمام والتعاون علي جميع المستويات مع جميع دول القارة السمراء فسوف تكون من أكبر إقتصاديات العالم خلال الفترة المقبلة .
فمصر دائماً وأبداً ملجأ وحماية لشعبها وجميع شعوب الأرض منذ فجر التاريخ وحتي يرث الله الأرض ومن عليها .
حفظ الله مصر وشعبها وكافة الدول العربية والأفريقية والإسلامية والعالم أجمع من كل سوء وشر .