التغيرات المناخية وطرق المواجهة
دكتور/ حسن النجار حسن ابراهيم
دكتوراة علوم المواد
في اطار المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية والتي اطلقتها الحكومة المصرية، وذلك في اطار استضافة مصر ورئاستها لمؤتمر الاطراف لاتفاقية الامم المتحدة الاطارية لتغير المناخ COP 27 ، تعتبر مبادرة رائدة في مجال التنمية المستدامة والذكية والتعامل مع البعد البيئي واثار التغيرات المناخية وايضا في اطار الجهود الحالية في تنفيذ رؤية مصر 2030 في الحفاظ علي البيئة وتحسين نوعية الحياة ومراعاة حقوق الاجيال القادمة و ذلك يتم من خلال وضع خريطة للمشروعات الخضراء الذكية وجذب الاستثمارات اللازمة له.
يشهد كوكبنا حاليا تاثيرات حقيقية بسبب التغير المناخي ، لكنة بات ايضا عرضة لتغيرات اكيدة في مجالات العمل المختلفة ، والمهارات التي سنحتاجها للتعامل مع تلك التغيرات. عندما نفكر في التغير المناخي ، يفكر اغلبنا في عواقب بيئية فقط ، مثل ارتفاع سطح البحار ، وارتفاع درجات الحرارة ، وذوبان الانهار الجليدية ، بل انها تؤثر هذة التحولات بالفعل علي الحياة اليومية للناس. حيث بدا الاهتمام الحقيقي بظاهرة تغير المناخ خلال مؤتمر البيئة الذي عقد بمدينة استكهولوم 1972. ظاهرة تغير المناخ هي في الاصل ظاهرة طبيعية تحدث كل عدة الاف من السنيين ولكن نظرا للنشاطات البشرية المتزايدة والثورة الصناعية ادي ذلك الي تسارع حدوثها. وتتميز ظاهرة التغيرات المناخية عن معظم المشكلات البيئية الاخري بانها عالمية الطابع حيث انها تتجاوز الحدود الجغرافية للدول لتشكل خطورة علي العالم اجمع. فقد تم التأكد من الازدياد المطرد في درجات حرارة الهواء السطحي علي الكرة الارضية ككل حيث ازداد المتوسط العالمي بمعدل يترواح بين 0.3 الي 0.6 درجة مئوية خلال المائة سنة الماضية. وبذلك يمكن القول بأن ظاهرة التغيرات المناخية ظاهرة عالمية الا ان تأثيراتها محلية. اي تختلف من مكان الي مكان علي الكرة الارضية نظرا لطبيعة وحساسية النظم البيئة في كل منطقة.
نتيجة للاضطرابات المناخية التي سادت الارض خلال الثلاثين عاما الماضية والتي تزداد حدتها بصورة تصاعدية مما أكد للعلماء ان هذة الدورات المناخية بدا يصيبها الخلل بسبب النشاط الانساني علي سطح الارض ، ويعزي ذلك الي ما يعرف بظاهرة الاحتباس الحراري (Global warming) حيث زادت نسبة الغازات الحابسة للحرارة في الجو مما ادي الي تكون غلاف حول الارض يشبة الصوبة. وهذة الغازات (Greenhouse gases(GHG)) هي:
– ثاني أوكسيد الكربون (يشكل أعلى نسبة من الغازات الضارة) – بخار الماء- غاز الميثان– أوكسيد النيتروجين –
غاز الأوزون– غازات الكلوروفلوركربون. المصادر المختلفة لانبعاث الغازات الدفيئة (GHG) ونسبة مايشارك به كل قطاع من تلك الغازات الضارة يظهر في الشكل التالي:-
ومن الطرق التي تستخدم لمواجهة ظاهرة التغيرات المناخية نذكرمنها :-
التخفيف (Mitigation) ويقصد بة الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في مختلف القطاعات عن طريق استخدام تكنولوجيا نظيفة ، استبدال الوقود ، استخدام الطاقات المتجددة.
التكيف ( Adaptation) ويقصد بة الاستجابة لمردودات التغيرات المناخية والتعايش مع الظروف الناتجة منها مثل استنباط سلالات جديدة من المحاصيل تتحمل الملوحة ودرجة الحرارة العالية . وايضا تطبيق سياسات المقننات المائية في ترشيد الاستهلاك.
إجمالى انبعاثات مصر من غازات الاحتباس الحرارى المسببة للتغيرات المناخية لا تتعدى 0.6% من جملة الانبعاثات العالمية؛ وتعد مصر من أكثر دول العالم تضرراً من آثار التغير المناخى ، والتى تتنوع وفق نتائج دراسات وتقارير دولية لتشمل: إرتفاع منسوب سطح البحر، وإرتفاع معدلات التصحر، وزيادة معدلات الأحداث المناخية المتطرفة كالسيول ، أو معدلات هطول الأمطار، وزيادة معدلات شح المياه، وغيرها.
أكدت دراسات عدة أن إرتفاع مستوى سطح البحر من المحتمل أن يعرض مساحات متفاوتة من الدلتا ومحافظات الوجة البحرى للغرق، وصلت نسبتها وفق بعض هذه الدراسات إلى ربع المساحة الإجمالية للدلتا؛ مما يهدد فقد مساحات شاسعة من أجود الأراضى الزراعية؛ وبالتالى تناقص الإنتاج الزراعى وتراجع مستويات الأمن الغذائى، علاوة على الهجرة . وكل ذلك يعد من الآثار الأقتصادية للتغيرات المناخية في مصر.
من هنا فأنه يمكننا القول بأن الحكومة قد إستشعرت أخيراً حجم التهديد الذي يشكله التغير المناخي فنجد أن أستراتيجية التنمية المستدامه للدولة المصرية 2030 قد أشارت إلي هذه الظاهرة وإنعكاساتها. وأطلقت مصر الأستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050، وأهداف هذه الأستراتيجية هي :-
تحقيق نمو أقتصادي مستدام ، بناء المرونة والقدرة علي التكيف مع تغير المناخ بالتخفيف من الآثار السلبية المرتبطة بتغير المناخ ، تحسين حوكمة وإدارة العمل في مجال تغير المناخ ، تحسين البنية التحتية لتمويل الأنشطة المناخية ، تعزيز البحث العلمي ونقل التكنولوجيا وإدارة المعرفة والوعي لمكافحة تغير المناخ وزيادة الوعي بشأن تغير المناخ بين مختلف أصحاب المصلحة. لذا تبذل مصر جهودا كبيرة لتعزيزملف تغير المناخ ودعم طلب استضافة مصر لمؤتمر المناخ (COP 27) لمساندة مصالح الدول النامية والافريقية والدفع باجراءات التكييف مع تفير المناخ.
References
- Abdulrahman, A. O., Huisingh, D. and Hafkamp, W. (2015):Sustainability improvements in Egypt’s oil & gas industry by implementation of flare gas recovery. Journal of Cleaner Production, 98, 116-122.
- ABRAHAM, E. E. (2018): A COMPARATIVE ANALYSIS OF THE LEGAL FRAMEWORK FOR THE REGULATION OF GAS FLARING IN NIGERIA AND NORWAY. University of the West of England, Bristol.
- Understanding Global Warming – مفهوم الاحتباس الحراري
إعدادا.د/ نهى سمير دنيا– عميد كلية الدراسات العليا والبحوث البيئية - التغيرات المناخية وسبل المواجهة – رؤية مصر 2030- د مصطفي الشربيني