السكتة اللغوية هى عدم القدرة على أداء أصوات الكلام بشكل صحيح فهى فقدان جزئى أو كامل على القدرة على التعبير بشكل طبيعى نتيجة الاضطراب في الجهاز الحركي الذي يؤدي إلى تدهور التناسق بين عضلات جهاز النطق فتنطق الكلمة وعضلات الفم مرتخية فيحدث لها تطويل ،وليست الأفازيا مجرد انعدام القدرة على النطق أو إخراج الصوت ولكنها أيضا تعطل في الوظيفة الكلامية من حيث قدرة الفرد على الإدراك الصوتي، ولهذا يرى بعض علماء اللغة بأن بعض أشكال الأفازيا ينتج عن عملية نسيان وخاصة إذا اتخذ هذا النسيان شكلاً مرضيًا متكررا وبهذا تكون الأفازيا شكل من أشكال فقدان الذاكرة.
اسباب السكتة اللغوية :
يعد تعرض الأنسان لبعض السكتات الدماغية أو الحواداث أو الأورام أو إصابات الدماغ من أهم الأسباب للأصابة بالسكتة اللغوية (الأفازيا)
تصنيف الأفازيا :
هناك عدة تصنيفات للافازيا ،ويعد التصنيف التالى من أهم التصنيفات،حيث يعتبر من التصنيفات الهامة التي يرجع إليها الأطباء وعلماء اللغة وعلماء النفس :
– أفازيا حركية : وهى عدم القدرة على القيام بالحركات الارادية بالرغم من عدم وجود شلل في العضلات المختصة بالكلام مثل الاحتباس في الكلام وعدم القدرة على الكلام ،وعدم القدرة على القراءة بصوت مسموع أو إعادة الكلمات المسموعة وذلك دون وجود ظاهرة مرضية كلامية أخرى ويسمى هذا النوع من اضطراب الأبراكسيا “العجز عن الحركة ”
– أفازيا حسية : حيث يظهراضطراب في الوظائف السمعية وبالتالي اضطراب في القدرة على ترديد الكلمات المحكية وتبقى الكلمات الوحيدة التي يمكن ترديدها هى الكلمات القصيرة، ويبقى المريض قادرا على تنفيذ بعض الأوامر البسيطة دون المعقدة. مثال إذا تفوهنا أمام المريض بحرف الباء وطلبنا منه تكرار ما سمعة نجده يقول فاء أو أية استجابة أخرى وإذا كتب للطفل حرف الباء وطلب منه قراءته فإنه يقرأه صحيحا وهذا ما يشير إلى أن الاضطراب في منطقة الإدراك السمعي وليس في منطقة الإدراك البصري وهذه الكلمات الغامضة للمريض لا يفهمها إلا الأهل والأقرباء وبصعوبة ، وفي بعض حالات الأفازيا الحسية نجد المريض يفهم كل لفظ في الجملة لوحده ولكنه لا يستطيع فهم معنى الجملة كاملة وهذا ما يسميه البعض بالأفازيا المعنوية .
– أفازيا نسيانية : تسمى بحبسة النسيان وعدم تذكر الأسماء حيث إن أهم عرض في هذا الاضطراب عدم قدرة المريض على تذكر أسماء الأشياء أو المواقف أو الصفات أو العلاقات ، ويضطر المريض إلى التوقف عن الكلام ليجد الكلمات المناسبة أو استبدال كلمة بأخرى
– أفازيا كلية : هذا الشكل من الأفازيا يعتبر من الحالات النادرة بحيث نجد المصاب يعاني من أفازيا حركية، بالإضافة إلى أفازيا (حسية) بالإضافة إلى أفازيا (نسيانية) مع عجز جزئي في القدرة على الكتابة يصاحب كل أنماط الأفازيا، وهذا الشكل من الأفازيا الكلية يحدث بسبب إصابة الدماغ بجلطة دموية (خثرة دموية)، تؤدي إلى انسداد الشريان والأوعية الدموية المغذية للمخ، وللألياف العصبية الواردة من المراكز العليا للحركة بالفص الجبهي والمتجه نحو الذراع، والساق، والأطراف وأعضاء النطق، مثل هذه الإصابة تنتشر في جزء كبير من مناطق الكلام في نصف الكرة المخية المسيطرة، ويمكن أن تحدث نفس الأعراض بسبب الالتهابات، والتورمات، والضغط على مناطق دون أخرى في الدماغ والنزيف الدماغي الذي يؤدي إلى حرمان المنطقة المصابة من التغذية (والأكسجين اللازم)
– أفازيا القدرة على التعبير كتابة : إن معظم حالات الأفازيا يصاحبها اضطرابات مماثلة في الكتابة، في حال كانت يد المصابين اليمنى سليمة أو مشلولة فإنهم يعجزون عن الكتابة ردا على الأسئلة التي توجه إليهم، كما يعجزون عن طلب حاجاتهم عن طريق الكتابة، أو عن كتابة ما يملى عليهم، رغم أن قدرتهم على نسخ الحروف تبقى ممكنة أحيانا، وفي بعض الحالات يفهم المريض الكلمات المسموعة بشكل جيد، وبإمكانه نطق هذه الكلمات، ولكن إذا طلب منه كتابة هذه الكلمات فإنه يكتبها بشكل خاطيء.
علاج الأفازيا :
يوجد اعتقاد خاطئ لدى بعض أطباء الأعصاب بأنه ما من علاج ناجح للافازيا كونها ناتجة عن إصابة في الدماغ و إصابات الدماغ لا تشفى أو أن الافازيا قد تتحسن تلقائياً من دون علاج، ومن ناحية أخرى فإن أخصائيو التأهيل يؤكدون تحسن مرضى الافازيا الذين يتلقون علاجاً لغوياً، كما أن إصابة الدماغ يمكن أن تشفى وهذا مثبت بأدلة علمية.
أما عن التحسن التلقائي للافازيا فإن الأبحاث دلت على أن المرضى الذين يتلقون علاجاً لغوياً يتحسنون بمقدار الضعف على الأقل مقارنة بالذين لا يتلقون علاجاً و هذا المقدار من التحسن يتضاعف كلما قدم العلاج أسرع أو بشكل مكثف.
ويتضمن العلاج اللغوى والتخاطبى التالى :
تدريبات أعضاء وعضلات النطق والكلام
تدريبات تنفس
التدريب على التواصل اللفظى والغير لفظى
تدريبات لزيادة الادراك وتقوية الذاكرة
ويتم جميع أنواع التأهيل مع التأكيد على مراعاة الحالة النفسية للمريض .
د/ هند محمود
استشارى اضطرابات النطق والكلام والتواصل والصحة النفسية