العسر القرائى هو اضطراب فى القراءة غير مرتبط بعوامل بيئية أو ثقافية ،كما أنه غير مرتبط بعدم الرغبة فى الدراسة ويكون معدل الذكاء لدى الاشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب عاديًا أو فوق العادى ،كما انهم يعيشون فى بيئة اجتماعية ثقافية طبيعية ،وقد يكونوا مبدعين فى مجالات أخرى ،ولكن لديهم صعوبة فى التهجئة حيث أنهم يستخدمون معالجة فونولوجية مختلفة لأصوات الكلام غير أقرانهم العاديين .
يمكن للأم اكتشاف طفلها أو المعلم فى المدرسة يمكن اكتشاف التلميذ المتعسر قرائيا من خلال النقاط التالية :
– تاخر الطفل فى النطق وظهور بعض اضطرابات النطق مثل حذف او إضافة أو أبدال بعض الحروف
– الخطاء فى قراءة أو كتابة بعض أصوات الحروف المتقاربة فى المخرج مثل /ت/ ،/د/ أو /ك/ ، /ق/ ،…. وهكذا
– صعوبة الأنتقال من نهاية السطر الى بداية السطر الذى يليه
– من بين الاضطرابات المرتبطة بعسر القراءة النمائى يمكن أن نجد عجزا لعدة أنواع للذاكرة:
الذاكرة العاملة: والتي تتعلق بسعة الأحتفاظ بالوحدات الصوتية لمدة لا تزيد على 30 ثانية، والتي تدعى الحلقة الصوتية. في بداية التعلم يعتمد التحويل (حرف– صوت) اعتمادا كليا على الحلقة الصوتية أو إعادة الترميز النطقي للمعلومات الصوتية
. الذاكرة البصرية المكانية: (المفكرة البصرية المكانية) تسمح بتخزين العناصر المرئية مثل الأشكال، الألوان،…( لمدة عشرات الثواني) إلى حوالي العشر ثواني تقريبا وقد يفتقر ذوالعسر القرائى والذين يعانون من اضطرابات الانتباه البصري الى هذا التخزين ، لذلك يحتاج هؤلاء الأطفال الى برامج معالجة بصرية
الوعى الفونولوجى وعلاقتة بالإعداد للقراءة المستقبلية عند الطفل:
هناك مشكلات عديدة يواجهها الأطفال أثناء القراءة، من أبرزها تلك المرتبطة بالفونولوجيا”علم الأصوات “؛ فقد بينت الدراسات العلمية في مجال النمو اللغوي عامة والنمو القرائي خاصة أن المهارات الفونولوجية ترتبط في الأساس بمهارة القراءة، وأن الوضعية الفونولوجية للطفل تتحكم إلى حد كبير في وضعيته القرائية سواء على مستوى الإعداد أو التشخيص أو على مستوى العلاج.
أى أن أوجه القصور في الوعي الفونيمي – أي فهم اللغة المنطوقة – يلعب دورًا رئيسًا في مشكلات الأطفال الذين يواجهون صعوبة في تعلم القراءة،فالطفل الذى كان يعانى منذ الصغر من اضطرابات فى الوعى الفونولوجى (الصوتى ) هو الأكثر عرضة لمشكلات القراءة المستقبلية والعسر القرائى ،فالوعي الفونولوجي بعناصره ومكوناته من وعى بأصوات الحروف وتقطيع الكلمات الى مقاطع صوتية والتنغيم وغيرها يعتبر قاعدة مهمة في تعلم القراءة، واكتساب المهارات المرتبطة بها فالأطفال الذين يعانون من اضطرابات القراءة ودربوا على نشاطات وعناصر الوعي الفونولوجى حققوا تقدمًا عاليًا في القراءة مقارنة بالأطفال الذين لم يدربوا.
والوعي الفونولوجي يمكن تطويره لدى الطفل،بواسطة الآباء أو المدرسين إذا ما تم تخطيط برامج وأنشطة وتدريبات مناسبة تحتوى على مهارات الوعى الفونولوجى وهى تتمثل فى التالى .
1- تقسيم الجمل إلى كلمات
2- تقسيم الكلمات إلى مقاطع
3- تقسيم المقاطع إلى فونيمات
4- النغمة أو التنغيم
5- المزج الصوتي
تشخيص العسر القرائى :
يعتمد تشخيص العسر القرائى على اجراء بعض الاختبارات للمتعسرين قرائيا مثل :
– اختبار الوعى الفونولوجى
– اختبار الذاكرة العاملة اللفظية قصيرة المدى
– الادراك البصرى
– التسمية السريعة للاشياء
– اختبار قراءة الكلمات
ومن الضرورى للغاية الكشف المبكر لعسر القراءة وذلك فى السنوات الأولى من تعلم القراءة ويفضل التدخل فى مرحلة ما قبل المدرسة لسرعة العلاج مبكرا.
د/ هند محمود
استشارى اضطرابات النطق والكلام والتواصل والصحة النفسية