الكذب عند الأطفال “الأسباب والعلاج ”
إن مشكلة الكذب عند ألاطفال مشكلة منتشرة على مستوى واسع،وهي ظاهرة يجب التعامل معها بجدية وعدم ترك الأبناء للتمادى فيها لتجنب أخطارها الاجتماعية إذا ما اصبحت جزء اساسى من سلوكياتهم وتعاملاتهم وللكذب اسباب عديدة سوف نتناول منها أهم الأسباب الاساسية وكيفية التعامل معها وعلاجها.
أسباب الكذب عند الأطفال:
*الخيال النشط :
يميل الأطفال، خاصة في سنواتهم الأولى ،من 3 حتى 6 سنوات إلى مزج الواقع بالخيال. على سبيل المثال، قد يقول الطفل إنه رأى تنينًا يطير في السماء، أو طفل يخبر والديه أنه لديه قوى خارقة، بينما هو يقلد شخصية سوبرمان التى شاهدها بالكرتون وهذا لا يعتبر كذبًا ولكنه نتيجة لعالمه الخيالي .
*الخوف من العقاب :
يكون هذا نتيجة للبيئة القاسية واستخدام الاساليب الخاطئة فى العقاب وعدم وجود حوار بين الآباء والأبناء حيث يقلق الطفل من العقاب بسبب سلوك سيئ أو خطأ ارتكبه، فيلجأ للكذب لتجنب العقاب.
*الرغبة في التميز ولفت الانتباه :
قد يكذب الاطفال لجذب انتباه الأهل نظرا لانشغالهم عنهم أو جذب انتباه اقرانه فقد يخبر طفل أصدقاءه بأنه يمتلك حيوانات نادرة في المنزل لجذب اهتمامهم، بينما الحقيقة غير ذلك أوقد يكذب باعمال انجزها وهى لم تتم اصلا وذلك لإبهار الآخرين ففي هذه الحالة، الهدف هو كسب انتباه الأقران أو البالغين.
: *تقليد الآخرين
يقلد الأطفال سلوك الكبار، فإذا لاحظ الطفل أن أحد أفراد الأسرة يكذب قد يتبع نفس السلوك فقد يتهرب احد الآباء من محادثة أحد الشخاص على الهاتف ويدعى امام الطفل بأنه غير موجود أو نائم ،بل وقد يطلب من الطفل نفسة الكذب على المتحدث فى الهاتف ،لذا يجب على الكبار تجنب الكذب امام الأطفال حتى لايكتسبوا هذا السلوك السىء
: *الرغبة في تجنب الإحراج
الأطفال قد يكذبون لتجنب الشعور بالعارأو الخجل إذا لم يتمكنوا من القيام بشيء ما أو فشلوا في أداء مهمة معينة كالطفل الذى يخبر معلمته بأنه نسي واجبه في المنزل بينما الحقيقة أنه لم يتمكن من آداءه.
: *الضغط الاجتماعي
عندما يكون الطفل تحت ضغط من أقرانه للانخراط في سلوك معين، قد يكذب لتجنب التعرض للسخرية أو الابتعاد عنه.
العلاج والوقاية من الكذب عند الأطفال:
– تشجيع وتقدير الطفل على صدقه.
يجب أن يشعر الطفل أن قول الحقيقة أمر إيجابي وله فوائد. يمكن للوالدين أن يشجعوا الطفل على صدقه ويظهروا تقديرهم.
. -التقليل من العقاب المبالغ فيه
الأطفال الذين يخشون العقاب الشديد غالبًا ما يلجؤون للكذب، من الأفضل استخدام أسلوب التوجيه بدلاً من العقاب القاسي فإذا ما ارتكب الطفل خطأ، يمكن للوالدين أن يشرحوا له الخطأ وكيف يمكنه تجنب هذا الخطأ في المستقبل. كالطفل الذى رسم على الجدران والحوائط بدلاً من الصراخ عليه وتوبيخه يمكن للوالدين أن يجلسوا معه ويوضحوا له أن الجدران ليست مكانًا للرسم، ويعطوه ورقًا للرسم عليه.
. -تعزيز النقاش المفتوح والصريح
خلق بيئة آمنة ومجال للحوار مع الابناء حيث يشعر الطفل أنه يستطيع التحدث عن مشاعره وأخطائه دون خوف من التوبيخ أو العقاب الشديد.
. -تعليم الفرق بين الحقيقة والخيال
من المهم توجيه الطفل لفهم متى يمكنه استخدام خياله ومتى يجب أن يلتزم بالحقيقة ،فإذا استرسل الطفل فى الحديث واخبر والديه إنه طار مثل بطل خارق، يمكن توجيهه بقول: “هذا جزء من قصتك الخيالية، لكننا نعلم أن الطيران في الواقع يحتاج إلى طائرة.
. -القدوة الجيدة
يكتسب الأطفال سلوكيات الكبار، لذا يجب على الكبار الصدق فى كل الاحوال حتى في المواقف الصعبة،لكى يتعلم الأطفال أن الصدق هو السبيل الأفضل دائما .
. -فهم الدوافع وراء الكذب
من المفيد دائمًا محاولة فهم لماذا يكذب الطفل قبل التصرف. قد تكون هناك مشاعر خفية من الخوف، القلق، أو الشعور بالنقص تدفع الطفل للكذب، الفهم العميق للمشكلة يساعد في التعامل معها بشكل أكثر فعالية.
. -استخدام القصص والمواقف التعليمية
يمكن استخدام القصص التي تركز على أهمية الصدق والنتائج السلبية للكذب لتعليم الطفل بطريقة غير مباشرة.
واخيرا إذا لاحظ الأهل أن الكذب عند الطفل مستمر وبشكل متكرر أو إذا كان يؤثر على علاقاته الاجتماعية وأدائه الدراسي، قد يكون من الضروري استشارة أخصائي نفسي لفهم الجوانب الأعمق وراء هذا السلوك وتقديم الحلول المناسبة.
د/ هند محمود
استشارى اضطرابات النطق والكلام والتواصل والصحة النفسية