د محمد زكريا توفيق
Bootes
من أقدم الأبراج المعروفة. يعرف الآن ببرج الراعي. لأنه يشبه رجلا جالسا، يعزف على الناي. هذا ما يفعله رعاة الماشية وقت الفراغ. النجم الرئيس في هذا البرج، هو نجم السماك الرامح (Arcturus)، الذي يعتبر رابع نجم في السماء من حيث درجة اللمعان. أول نجم من حيث درجة اللمعان هو نجم الشعرى اليمانية (Sirus)، الذي يقع في برج الكلب الأكبر (Canis Major).
يمكن تحديد موقع السماك الرامح بسهولة، حينما تتبع مسار يد المغرفة الكبيرة (Big Dipper) في برج الدب الأكبر. ثم تمد هذا المسار، من ناحية الجهة المخالفة لرأس المغرفة، لتجد السماك الرامح. إذا تتبعت المسار أبعد من ذلك، ستجد نجم السماك الأعزل (Spica) في برج العذراء (Virgo).
أهمية السماك الرامح، أنه يغير موقعه في السماء بالنسبة لنا، ويتجه صوب برج العذراء بمعدل درجة واحدة كل 1600 سنة. وهي مسافة تعادل ضعف قطر القمر كما يظهر للمشاهد من على سطح الأرض.
السماك الرامح نجم عملاق، قطره يبلغ 25 ضعف قطر الشمس. شدة استضاءته تبلغ 100 ضعف شدة استضاءة الشمس. يعتبر نسبيا نجما قريبا من مجموعتنا الشمسية. يبعد عنا مسافة 40 سنة ضوئية.
في نهاية الربيع وبداية الصيف، يكون السماك الرامح هو أول نجم يظهر في السماء بعد غروب الشمس. لكي تحدد باقي نجوم البرج، عليك أن تجد المثلث الذي يكون جسم الراعي. ثم رأسه الكبيرة. ثم الناي الذي يشبه البيبة، والذي تجده قريبا من أنف الدب الأكبر (Ursa Major).
كان المصريون القدماء يعتقدون أن نجوم برج الدب الأكبر هي نجوم شريرة. لذلك وضع برج العواء في السماء، الذي كان يمثل عندهم فرس النهر، لكي يقوم بمراقبة الدب الأكبر، ومنعه من القيام بأي عمل يضر بالإنسان. ربما سمي البرج بالعّواء، لأن كلمة العواء تعني إخافة الدب الأكبر بالعواء.
كان اليونانيون يرون البرج في صورة حارس للدب الأكبر. في الأساطير اليونانية القديمة، البرج واسمه عندهم بوتز (Bootes)، هو ابن إلهة الزراعة ديميتر (Demeter)، وهو أيضا مخترع المحراث. في الأساطير الهندية والصينية، النجم السماك الرامح، هو نجم اللؤلؤ. يطارده تنين هائل.
أفض الأوقات لمشاهدة برج العّواء: من شهر إبريل إلى شهر أغسطس.
النجوم:
الفا السماك الرامح (Arcturus). نجم عملاق لونه برتقالي-أصفر.
درجة اللمعان: -0.4
البعد: 36 سنة ضوئية.