كتبت هاجرموسى
يولد الإنسان في المجتمع وقدأختاروا له اسمه وديانته ولكنهم لم يسألوه عن رغبته في تلك الإختيارات، فينضج وهو يرى أن النجاح في الإستمرار بالقبول بتلك الفرضيات وتتعلق وجهة نظر الفرد الذي يطمح إلى تحقيق السعادة والرضا المجتمعي بالطاعة لمن أعطاه تلك المكانة ويترتب عليه معرفة الله وفقا لتلك الفرضيات ومنها تنشأ رغبة الفرد في التجمع مع الناس أمثاله حتى يستطيع سد العجز الإجتماعي وتوفير العيش لنفسه دون التفكير في كيف يحيا الآخر المختلف عنه إيدلوجيا أو دينيا أو حتى ثقافيا ،وبالطبع طبيعته الإنسانية لم تنشأ على تقبل الآخر وتمنى الخير له لإن الميول المجتمعية أنشأت أفراد ترفض وتخاف من المجهول وتشعر بالقوة عند الإتحاد مع كل متشابهه والتنافر مع كل مختلف خوفا من التغيير .
مما سبق يتضح حقيقه أغلب الأفراد ممن تربوا في جماعات ترفض الآخر وتميل لسلوك القبيلة التى تدعوا لنبذ المختلف عنهم واعتبار الجماعة هي الأساس في المجتمع والنظرلغيرهم بإنه لايتبع القواعد السليمة وكأن الله يتبع مؤسسه معينة لهم فقط الحق فيها نظرا لعضويتهم الدائمه معه .
من هنا يأتى التسامح الدينى وحرية الأفراد لإن الله لم يفوض أحدا في أن يفرض على أي إنسان دينا معينا لإن الله رب العالمين وليس رب دين معين هو رب كل البشر ولا يتبع مؤسسه معينة ولم يطلب من أحد الإلتزام بطقوس معينة بالعكس الله ترك لكل إنسان حق الإختيار
ولكن للإسف عقيدة الإختيار ومبدأ التسامح تم تجاهلهم من المتشددين عبر العصور وتم التلاعب بعلم العقيدة وهو ” علم الاهوت”في المسيحية وعلم “الكلام” في الإسلام
حيث يعرف ب العلم الذي يتيح الحرية والنقاشات في الأديان ولكنه تحول لوسيلة يتم بها تكفير المختلف
لإنهم تناسوا تحديد بنود الإيمان وتم التركيز على تكفير من ترك هذا الإيمان أو لم يلتزم ببنوده، على سبيل المثال ماحدث في الماضي من تكفير لجليلووقتل لسقراط الذي رفض الدفاع عن نفسه ،وما حدث للحلاج وابن رشد من تكفير وقتل وحتى في العصر الحديث قاموا بقتل المفكر فرج فوده دون أن يسمع قضاة العقيدة رأية أو وجهه نظره .
من هنا تظهر الشرور الناتجة عن الجماعات الإنسانية والصرعات التى تتم بين جماعة مع الجماعات الأخرى بل يظهر عجز المجتمع الذي يدعوا للتعددية والتعامل بإنسانية مواجهة التعصب الدينى .
لذلك الحفاظ على التراث الأخلاقي للبشرية وجعل التعاملات بين البشر تعاملات إنسانية دون النظر لديانتهم أمرا في غاية الصعوبة منذ القدم لإن الغالبية تظن بإن كل المشكلات المجتمعية والإقتصادية والسياسية أساسها مشكلات دينية والكل يظن بإن دينه هو الصحيح وله الحق في أن يحكم المجتمع،بدليل ظهور بعض الشيوخ يدعون لتحجب النساء حتى ينتهي الغلاء ، وظهور آخرون يدعون للتدين حتى تنتهي موجات الحر التى تأتى من جهنم دون النظر للمشاكل المناخية.
لذلك يجب نشر ثقافة قبول المختلف على الجانب الإنسانى وتغيير المناهج الدراسية وتغيير الرسائل الإعلامية التى تعطي الحق لأي إنسان أن يتصور بأنه خلق أن ينزل العذاب بالمختلفين أو أن يحول الآخرين إلى عقيدته أو أن يجبرهم كذلك نشر الوعي بثقافة التسامح بين أولئك الذين يعتقدون عقائد مختلفة وإزالة العوائق الدينية والتعامل بين الأفراد على أساس مدنى وليس دينى وإعلاء قيمة الإنسانية وهو مصطلح ذو معانى متعددة لايدركها إلا البشر ذو الفطرة السوية ، لإن كل أفراد الدولة هم مجتمع بشري واحد لهم الحق بالتساوي في الخيرات المدنية وعليهم نفس الحقوق وامتلاك نفس الأشياء مثل المال والأرض ولهم نفس الواجبات دون التفرقة بينهم على أساس النوع أو الدين أو الشكل وفقا لمباديء حقوق الإنسان وهي مباديء الإنسانية