د/ محمد الجوهري :
الطلاق العاطفي هو حالة من الانفصال النفسي والعاطفي بين الزوجين، حيث يفقدان التواصل والمشاعر الإيجابية تجاه بعضهما البعض، رغم استمرار الحياة المشتركة؛ ويمكن أن يحدث هذا النوع من الطلاق دون الحاجة إلى الانفصال الجسدي، مما يجعله ظاهرة شائعة في العلاقات الزوجية. وتتعدد الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الطلاق العاطفي، ومن أبرزها:
1. قلة التواصل: حيث يؤدي عدم الحوار المفتوح والمستمر بين الزوجين إلى عدم فهم كل منهما لمشاعر الآخر واحتياجاته.
2. الروتين اليومي: قد تسهم الحياة الروتينية والملل في تآكل المشاعر، حيث يفقد الزوجان حماسهما تجاه العلاقة.
3. الضغوط النفسية والاجتماعية: الضغوط المالية أو القضايا الأسرية يمكن أن تؤثر سلبًا على العلاقة، مما يؤدي إلى تراجع المشاعر.
4. عدم تلبية الاحتياجات العاطفية: عندما يشعر أحد الطرفين بعدم تلقي الدعم العاطفي أو التقدير، يمكن أن يتجه نحو الانفصال العاطفي.
5. الخيانة: قد تؤدي الخيانة، سواء كانت جسدية أو عاطفية، إلى فقدان الثقة وتفكك العلاقة.
وقد تترتب على الطلاق العاطفي آثار سلبية عديدة، منها:
1. تدهور الصحة النفسية: فيمكن أن يؤدي الانفصال العاطفي إلى القلق والاكتئاب، مما يؤثر على صحة الفرد النفسية.
2. التأثير على الأبناء: في حال وجود أبناء، قد يشعرون بالاضطراب نتيجة التوتر بين الوالدين، مما يؤثر على سلوكهم وتطورهم.
3. العزلة الاجتماعية: قد يشعر الزوجان بالعزلة عن الأصدقاء والعائلة نتيجة تدهور العلاقة.
4. استمرار الصراعات: يمكن أن يؤدي الطلاق العاطفي إلى صراعات مستمرة بين الزوجين، مما يزيد من التوتر.
ولكن ومع تلك الاسباب والاضرار التى قد تحدث مع الطلاق العاطفي إلا أنه يمكن علاجه من خلال عدة خطوات يمكن استعراضها فيما يلي:
1. التواصل الفعّال بين الزوجين: يجب على الزوجين تعزيز مهارات التواصل بينهما، والتعبير عن مشاعرهما واحتياجاتهما.
2. استشارة مختص والاستعانة بالاهل والاصدقاء: يمكن أن يساعد الاستعانة بأخصائي نفسي أو احد حكماء الاسرة او اللجوء الى الاصدقاء في معالجة المشكلات العاطفية.
3. إعادة بناء الثقة: يجب العمل على استعادة الثقة المتبادلة، والتي تعتبر أساس العلاقات الصحية.
4. قضاء وقت ممتع معًا: من المهم تخصيص الوقت للقيام بأنشطة مشتركة تعزز العلاقة وتعيد إشعال المشاعر.
5. تحسين الذات: يجب أن يسعى كل طرف لتحسين ذاته وتطوير مهاراته العاطفية والاجتماعية.
وختاما يعد الطلاق العاطفي ظاهرة معقدة تتطلب الوعي والتواصل الفعّال لمعالجتها. بالعمل الجاد والتعاون، يمكن للزوجين التغلب على هذه الأزمة وإعادة بناء علاقتهما.